كشفت صحيفة "الانباء" الكويتية انه بعد العملية العسكرية الخاطفة في طرابلس، بدأ الجيش اللبناني عملية أمنية مباغتة في صيدا، فقد نقل الجيش عملياته الأمنية والعسكرية إلى الجنوب لتوقيف مشتبه بهم بالتحضير لعمليات أمنية، في خطوة استباقية لتطويق أعمال إرهابية محتملة، ولتجنب سيناريو الشمال، حيث أحبط محاولة إقامة "إمارة إسلامية" كانت في طور النشوء وتعمل خلايا متشددة على إقامتها.

وتأتي تلك الحملة في صيدا، استكمالا لحملة أمنية بدأها الجيش في المدينة ومحيطها يوم الاثنين الماضي، في ضوء معلومات عن تهديدات أمنية وتحضيرات لتنفيذ أعمال إرهابية.

وقد ظهرت في صيدا إشارات لا تقل خطورة عن طرابلس، فالشيخ أحمد الأسير، الذي استقر في مخيم عين الحلوة منذ فراره من عبرا، لم يكن "عاطلا عن العمل"، بل كان ينظم خلاياه الإرهابية الى حين توقيت المعركة التي لم تكن بعيدة على ما يبدو.

ومع اندلاع الاشتباكات، حصل تواصل بين طرابلس وعين الحلوة على أساس طلب المؤازرة، على رغم الاتفاق السابق بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية على إبقاء كل المخيمات خارج نطاق النزاع.

لكن الأسير غرد خارج الاتفاق، وأمر مجموعاته بالتحرك لتنفيذ ضربات أمنية ضد مراكز الجيش، وهو ما لم يحصل كون استخبارات الجيش كانت له بالمرصاد.

وإثر ذلك، وجه الجيش، خلال الساعات الماضية، إنذارا نهائيا للفصائل في مخيم عين الحلوة بضرورة تسليم جميع كوادر الأسير وعناصره، وإلا فسيضطر إلى التحرك وفق كل الوسائل المتاحة.

وكثف الجيش في مدينة صيدا ومحيطها تعقب الإرهابيين، فأوقف عددا منهم وصادر أسلحة وذخائر وألغام.

وعلم أن العملية الأمنية في صيدا جاءت على خلفية رصد مخابرات الجيش لسلسلة اتصالات جرت خلال معركة طرابلس بين مسلحي الشمال وعدد من المجموعات داخل مخيم عين الحلوة، ولاسيما مجموعات بلال بدر وهيثم الشعبي.

وفي المعلومات، أن مسلحي طرابلس طلبوا من مجموعات عين الحلوة فتح معركة على أطراف المخيم لتخفيف الضغط عنهم، وجاء الجواب بالرفض "لأن المعركة بلا أفق"، علما أن "عصبة الأنصار" وحركة "فتح" وجهتا تحذيرات لمجموعات المخيم بعدم توريطه في أي معركة ضد الجيش.

وتشير مصادر الى أن المتابعة الامنية الحثيثة بمواكبة من اجهزة استخبارات غربية وعربية قادت خلال الساعات الماضية بعد كشف أحد الخيوط "بالمصادفة" الى وضع اليد على مخطط خطير لضرب الساحتين اللبنانية والفلسطينية وسيطرة القوى المتطرفة على مخيم عين الحلوة.

وقد بينت التحقيقات مع عدد من الموقوفين، فضلا عن المضبوطات من أسلحة وذخائر، أن الخلايا الإرهابية الصيداوية تمكنت من إعادة تكوين وتجميع نفسها وتأمين خطوط إمداد لوجستي لها، وتحديد بنك أهداف رسمي وديني.

غير أن اللافت والمفاجئ، تقول المصادر، تحديد أحد الموقوفين مكان تواجد الشيخ أحمد الأسير داخل مخيم عين الحلوة بدقة، كاشفا عن التنسيق القائم بين الأسير وكتائب عبد الله عزام. 

وفي هذا الإطار ربطت المصادر بين أحمد الأسير وخالد حبلص، الذي حاول مرارا التحرك عسكريا خلال معركة عبرا التي اختفى من بعدها قبل أن يعود الى الظهور من جديد، مرجحة وجود تواصل بين الشخصين، الأمر الذي تركز التحقيقات الحالية عليه.