شكّل الاحتفال بالعيد الـ41 لتأسيس كشّافة الرسالة الإسلامية، أمس، في قصر الأونيسكو، مُناسبةً ليُجري رئيس مجلس النواب نبيه برّي، جلسة «مُصارحة» علنيّة للواقع السياسي الحالي، ولنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، فضلاً عن التوصيات التي زوّد بها عناصر الكشّافة.
 

من الملف الحكومي بدأ برّي حديثه، قائلاً إنّه «لن نقبل باستمرار حرق الوقت وصرفه دون طائل، وتأجيل تنفيذ الاستحقاقات المُتمثّلة ببناء مسؤولية السلطة التنفيذية عبر تشكيل الحكومة». ووصف ما يجري بترك البلد «هكذا دون مسؤولية وخدمات أو توليد فرص للعمل، وتغييب الدولة وأدوارها وترك ما بقي من اقتصاد وطني له فرصة الانهيار فقط». أمام هذا الواقع، «لا بُدّ من إطلاق ورشة وطنية عاجلة لتعويض غياب مؤسسات القطاع العام ومؤسسات الرأي العام عن أدوارها وعدم تمكّنها من القيام بواجباتها».
من الوضع العام، انتقل برّي لإجراء تقييم داخلي، لنتائج الانتخابات النيابية. ولأنّ «علاقتنا بُنيت على المكاشفة والمصارحة، فإنني بصفتي قائداً عامّاً لهذه الجمعية أصارحكم بأنّ مختلف التقارير عن نتائج الانتخابات، أمرٌ جعلني أفتقد أدوار جمعية الرسالة السابقة المميزة وجمهورها العريض، الذي ظنّ أنّها تخلّت عنه لأنّه اعتقد أنّها تخلّت عن حضورها وأدوارها وبعض التزاماتها. إنّ تاريخ الجمعية وعديدها وإمكاناتها ومركزها وتنوع مهامها، كان يجب أن يترك بصمة مميزة أكثر في صناديق الانتخابات». لذلك، دعا برّي إلى «إعلان حالة طوارئ تنظيمية وإعادة ترتيب بيتكم الكشفي بتقديم الاقتراحات اللازمة لإطلاق دينامية تنظيمية عبر بناء وحفظ هيكل الجمعية وإبعادها عن التجاذبات والحفاظ عليها مميزة باعتبارها خط الخط، وأعدكم باعتماده في مؤتمركم العام هذا كمنهج والذي سيُعقد في مهلة أقصاها آخر تشرين الأول المقبل».
لم يفت برّي تحميل أبناء الكشافة توصياته للمرحلة المقبلة. فقال لهم: «أوصيكم بأن تكون إحدى مهماتكم، حُرّاساً للبيئة، وأن تشددوا تجاه الحفاظ على منابع ومساقط ومجاري المياه، وخصوصاً مجرى وحوض الليطاني، وأن تمنعوا أي عدوان داخلي على النهر كما حرستم على ضفتيه منذ أجيال ومنعتم العدو الإسرائيلي من سرقته وممارسة أطماعه، وامنعوا من يلوث حياتنا ومياهنا ومزروعاتنا بكل الوسائل».


الاهتمام بالبيئة لا يعني غضّ البصر عن الخطر الكبير المُتمثل بكيان العدّو، كما قال بري: «أبقوا عيونكم مفتوحة على محاولات «إسرائيل» للتعدّي على حدودنا السيادية البرية والتجاوز على العلامات الحدودية الفارقة المتضمنة لخرائط الانتدابين الفرنسي والإنكليزي». ويجب إنشاء «فوج كشفي بحري ليُساهم، إلى جانب الجيش، في حماية ثروة لبنان البحرية والتصدي لسرقة «إسرائيل» لثروتنا من نفط غاز». تطرق إلى أزمة الكهرباء قائلاً: «إنتاج الطاقة الكهربائية وتوزيعها، من مسؤوليات الدولة وإدارتها، وكذلك جباية الرسوم المتأتية عنها (...) ونحن في هذا المجال نريد حلولاً جذرية لا تعتمد تطويف أو مذهبة توزيع الطاقة، ولا تعتمد على البواخر المستأجرة لإنتاج الكهرباء أو الإبقاء على فخاخ المولدات، إننا نسأل جنوباً على سبيل المثال لماذا تمرّ الماء على عطشان في الجنوب؟ مثلاً، نصف إنتاج معمل الزهراني الآن يكفي الجنوب 24 على 24 ويعطي قسماً كبيراً من البقاع والباقي يوزع على كلّ لبنان، فلماذا هذا الإصرار على حرمان أكثر للمحرومين في البقاع في عكار في الجنوب في الجرود؟».
وختم برّي كلمته بالإشارة إلى أنّ «ما طرحناه باسم حركة أمل، من دعوة إلى حلول سياسية لأغلب القضايا القطرية العربية، ولا سيما مع الشقيقة سوريا واليمن، وطبعاً مع الجوار الإسلامي، خاصة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وتمسكنا بخيار السلام العادل والشامل لأزمة الشرق الأوسط على قاعدة تحقيق الأماني المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، والانسحاب الإسرائيلي غير المشروط من الأراضي العربية، وخصوصاً اللبنانية، هو ما يحفظ السلم والأمن إلى جانب تعزيز ميزة الإقليميين والدوليين، كما أن تحقيق شرطي العدالة والمشاركة الكاملة داخل الوطن هو ما يحفظ استقرار لبنان الأمني والنقدي ويؤسس لازدهار الإنسان في لبنان».