نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر قريبة من "حزب الله" قولها إن "نار الفتنة المذهبية في لبنان صارت في مرحلة متأججة، وتتجه لأن تكون طبق الأصل عما يحدث في العراق"، وقالت إنه "في العراق استطاعت مرجعية النجف، مع الشرارات الاولى للفتنة التأثير لمدى من الزمن عبر لجم ردات الفعل على القتل المذهبي، الا ان الامور أفلتت وخرجت عن السيطرة، وحصل ما حصل من النتائج المدمّرة على المجتمع المختلط بين السنّة والشيعة في بلاد الرافدين".

وأضافت المصادر: "ما نخشى حدوثه اليوم لن يطول لبنان وحده"، لافتة الى ما يجري في العراق "من قفل لمساجد السنّة وتدمير مقامات وحسينيات شيعية، وهو الامر عيْنه الذي يحدث في سوريا، وتالياً فمن الطبيعي ان يطول كل مجتمع مختلط ومتداخل مثل دول الخليج وباكستان".

ورأت هذه المصادر ان "ما من خيمة فوق رأس احد"، مضيفة: "كما اعتقدنا في بادئ الامر ان المجتمع العراقي محصّن ضد الاقتتال الطائفي لتداخُل العشائر في ما بينها، واعتقدنا ايضاً ان الحكم العلماني في سوريا لن يأخذ البلاد الى حرب طائفية، فاعتقادنا ايضاً وايضاً لم يكن في مكانه مع المفاجأة الكبرى في لبنان الذي أنتج انتحاريين اثنين (لبناني وفلسطيني مولود في لبنان)، احدهما من عائلة مختلطة سنية - شيعية، ولهذا لا يستغربن احد حجم القنبلة المذهبية وقدرتها وحضورها القوي في مجتمعات مماثلة".

ولفتت المصادر في معرض مقاربتها لما حدث اخيراً إلى أن "(الشيخ) احمد الاسير شكل حالة تكفيرية علنية وحالة استقطابية تماشت مع منهج القاعدة، وهو ما قد سبب الهزيمة التي مني بها (في احداث عبرا في صيدا) وأصبح مطارَداً من العدالة"، مشيرة إلى أن "جماعة الاسير اتجهت نحو العمل الامني التفجيري تحت لواء كتائب عبدالله عزام، التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الايرانية في بيروت، وتالياً فان مناصري الاسير اصبحوا محارِبين، ورأينا باكورة أعمالهم".

وقالت المصادر عيْنها إن "الحملات التي خاضها الاسير بدأت تعطي ثمارها، وهي الحملات التي غذاها بعض الداخل اللبناني، الذي من المستبعد ان يكون جاهلاً بالمدى الخطير الذي يمكن ان تصل اليه جماعات حليفهم القديم (اي الاسير)، وهذا لن يعفيهم بالتأكيد من المسؤولية المباشرة لما يحصل تحت عنوان التكفيريين".

وتحدثت المصادر عن ان "الاسير ما هو الا أداة تستخدمها القاعدة اليوم لتمسح بعباءته عملياتها في لبنان، وتالياً فان غضب البيئة المستهدَفة لن ينصبّ عليه فقط بل على كل مَن هيّأ له الدعم اللازم والتغطية السياسية ليكبر ويوقظ نار الفتنة التي أصبح من الصعب إطفاؤها".