أعلن مرجع أمني معني لـ"السفير" ان التحقيق بشأن التفجير الارهابي أمام السفارة الايرانية يتقدم ولكنه يحاول إماطة اللثام عن الحلقة الثانية المتمثلة بانتقال الانتحاريين من الفندق إلى منطقة الروشة، مشيراً إلى انه حتى الآن أمكن حسم هوية الجهة التي خططت ونفذت العملية الانتحارية وهي متصلة بتنظيم القاعدة وتمكنت من الاستفادة من حالة التعبئة "الأسيرية" في بيئات لبنانية معينة. 

ولفت مرجع عسكري للصحيفة إلى انه بعد كشف هوية الانتحاريين أمام السفارة الايرانية، انتقل التحقيق الى مرحلة البحث عن هوية الجهة المخططة والراعية لهذه العملية الارهابية، وهناك خيوط يجري تتبعها، ولاسيما حول مسار السيارة المفخخة. 

وأوضح المرجع ان الانتحاريين كانا ينويان هدم مبنى السفارة الايرانية على كل من كانوا بداخله، ويستدل على ذلك من حجم العبوة الذي يزيد عن مئة كيلوغرام من المواد الشديدة الانفجار، وكذلك من طريقة اعداد العبوة في السيارة رباعية الدفع حيث تبين انها جهزت بطريقة شديدة الاحتراف، بحيث لم يأت عصف الانفجار افقيا بدليل ان سيارة البيك آب المحملة بالمياه لم تتأثر برغم انها كانت بالقرب من السيارة المنفجرة، بل ان الاعداد المتقن للعبوة جعل عصف الانفجار يذهب عموديا بحيث لو قدر للسيارة ان تصل الى مبنى السفارة لكان هذا العصف كفيلا بتدمير مبنى السفارة.

وأشار المرجع إلى أن “عمليات الرصد اثبتت ان السيارة رباعية الدفع التي استخدمها الانتحاريان قد تم تفخيخها في يبرود (منطقة القلمون السورية)”، وأضاف أن “التحقيق يتركز حاليا على تحديد النقطة التي سلمت فيها السيارة للانتحاريين، وكذلك المسار الذي سلكته في بيروت، ولذلك تمت الاستعانة بكاميرات في مناطق لبنانية عدة وخصوصا في العاصمة، وثمة محاولة للاستعانة بصور الأقمار الصناعية لتحديد مسار السيارة قبل وصولها الى بئر حسن”.