هي في الظاهر علاقات بين الشيطان الاكبر واحد اركان محور الشر وفي الباطن علاقات حملت الكثير من نقاط الاستفهام والمحطات المثيرة للجدل، انها العلاقات الاميركية الايرانية الى عرفت منعطفا تاريخيا بعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي وقيام الجمهورية الاسلامية في البلاد على يد روح الله الموسوي الخميني، المرشد الاعلى للجمهورية فيما بعد، وعلى الرغم من الانتكاسات الكبيرة في العلاقات بين البلدين فقد حمل التاريخ الكثير من مراحل التقارب بين واشنطن بطهران. في نوفمبر العام 1979 اقتحم طلبة إيرانيون السفارة الأمريكية بالعاصمة طهران واحتجزوا رهائن اميركيين ثم نشروا صورهم مطالبين بعودة الشاه للبلاد لمحاكمته. مهمة إنقاذ الرهائن كلفت الولايات المتحدة ثمانية من الجنود في حادث تصادم مروحية بطائرة نقل في سماء ايران. وفي النهاية أطلق سراح 52 رهينة بعد فترة احتجاز دامت 444 يوما وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاق الجزائر يوم 19 يناير 1981. وأفرج عن الرهائن رسميا في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريجان اليمين. و في ثمانينيات القرن الماضي ايضا لعبت الولايات المتحدة الاميركية دورا محوريا في الحري العراقية الايرانية التي استمرت حتى العام 88 حيث كانت واشنطن داعمة للعراق وللجمهورية الاسلامية في الوقت عينه فبالرغم من ان الولايات المتحدة فرضت حظراً على صادرات السلاح لإيران إلا أنها باعت السلاح سراً عن طريق إسرائيل وهو ما عرف لاحقاً باسم قضية إيران - كونترا او ايران جايت وتضمنت الأسلحة التي بيعت من الولايات المتحدة لإيران عن طريق إسرائيل صواريخ تاو مضاد للدروع وقطع غيار لبطاريات إم آي إم-23 هوك وصواريخ هوك مضاد للطائرات، في العام 88 اسقطت طائرة حربية اميركية طائرة ركاب ايرانية عن طريق الخطأ بعد ان ظنت انها طائرة حربية، مع وصول الاصلاحي محمد خاتمي الى الرئاسة الايرانية دعا إلى حوار مع الأمريكيين وذلك خلال مقابلة خاصة مع شبكة سي ان ان التلفزيونية الأمريكية وراجت توقعات بكسر الجمود في العلاقات بين البلدين، لكن لم يحدث أي تقدم يذكر، وبالرغم من ذلك يحكى عن الكثير من التنسيق بين البلدين ابان الحرب على افغانستان ثم غزو العراق وفي هذا الاطار كلام لنائب الرئيس الإيراني محمد علي أبطحي : أمريكا لم تكن لتحلم بغزو العراق أو أفغانستان لولا الدعم الإيراني، وقد بدا الامر في العراق اكثر وضوحا بفعل التنسيق الميركي مع احزبا ارتبطت عضويا بالجمهورية الاسلامية وبعضها ولد وترعرع في طهران. ومع وصول المحافظ محمود احمدي نجاد الى الرئاسة تبددت كل احتمالات التقارب بين يران والغرب خصوصا بعد تصريحات نجاد المثيرة للجدل والتشكيك بنتائج انتخابه لولاية ثانية رئيسا لايران ما ادى الى تباعد بين الجمهورية الاسلامية والغرب ومعه الولايات المتحدة، في العام 2013 ومع وصول حسن روحاني الى الرئاسة تأمل العالم في ان يحمل وصوله تقدما في مفاوضات الغرب مع طهران حول الملف النووي الايراني، وبالفعل خطت الاطراف المشاركة في المفاوضات خطوات نحو اتفاق عززه تقارب اميركي ايراني كانت اولى بشائره اتصال هاتفي بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس روحاني. هذا الاتفاق الاولي يحيطه المتابعون للعلاقات الاكثر جدلا في التاريخ عما تخفيه طاولة المفاوضات من تقديمات وتنازلات متبادلة، وهل يصبح من كان الشيطان الاكبر طيلة عقود عرّابا لخروج الجمهورية الاسلامية من عزلتها مع الغرب ورفع ما فرض عليها من عقوبات في ما مضى من سنوات؟