لم يلملم اللبنانيون جراحهم التي احدثها التفجير الارهابي الذي تعرضت لها منطقة بئر حسن وتحديدا موقع السفارة الايرانية في لبنان ، فقد افاقوا على خبر التفجير الذي هز مدينة بيروت مرورا بطهران.

هذه ليست المرة الاولى التي تستهدف فيها الضاحية كما انها ليست المرة الاولى التي تستهدف فيها بئر حسن بل ان الانفجار السابق الذي حدث كان اولا في بئر العبد تلاه انفجار اخر في وسط الضاحية الجنوبية بالقرب من مجمع القائم. ولكن الاختلاف اليوم يكمن في الاسلوب فلأول مرة منذ اندلاع الحرب السورية تتخذ التهديدات منحى جدي لا ريب فيه . قلة من يستطيع التشكيك بقدرة حزب الله العسكرية والامنية او على الاقل يتجرأ على ذلك . و لكن حزب الله لا يضاهي عظمة الولايات المتحدة الاميركية استخباراتا وتقنية. علما اننا لسنا بصدد المقارنة بين الشيطان الاكبر و بين حزب الله الا ان النقطة الاساس انه منذ التفجير الاخير اصبحوا اهدافا للعمليات الانتحارية.

لا تعد العمليات الانتحارية بخطورة العبوات والسيارات المتفجرة وذلك يعود لان السيارة او المكان الذي يحوي العبوة اكبر، مما يتيح زيادة في وزن العبوة اي ضرر اكبر واخطر.ولكن الاخطر في العملية الانتحارية مع العلم انها اصغر حجما انها مبنية على قاعدة ايديولوجية يصعب الغائها من جذورها ،كما ان لا مجال لايقافها مهما علا شأن التقنية المستخدمة، فالانتحاري يطلب الموت فدائا لقضية يؤمن بها كما يبتغي الحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية واللوجستية ، وكونه يعتمد على تفجير نفسه بالهدف ، بالتالي من الصعب ان لم نقل مستحيل ان يكتشف و ان اكتشف ،فالتفجير سيتم لا محالة بالتالي لا بد من ان يطلق عليه النار قبل ان يضغط على زر التفجير هذا اذا ما استبعدنا فرضية التفجير عن بعد

تغيرت اللعبة السياسية والعسكرية امام حزب الله بعد هذا التفجير. فهو اليوم يعيش معضلة اساسية لا تترك له العديد من الخيارات. فهو اليوم بحاجة الى زيادة عناصره و عتاده اضعافا لكي يحاول بسط الامن على المواقع التي تعتبر بنك اهداف محتمل الا ان هذه العملية هي سلاح ذو حدين فزيادة العديد يعني زيادة في حجم الخسائر التي يمكن حدوثها هذا ان اراد البقاء في شرنقة الحرب السورية.

لذلك حزب الله اليوم في وضع لا يحسد عليه فقد اصبحت المراكز الشيعية بمعظمها هي اهداف محتملة للضربات الانتحارية التي لا تساهم الا في قتل الابرياء مما سيدفع الحزب لاتخاذ تدابير وقائية قدر الامكان لضمان اقل خسائر ممكنة وليس لضمان عدم حدوث هذه العمليات.و تأتي هذه العمليات في ظل انشغال تام من قبل الحزب في التحضير لعملية القلمون التي يقوم بها حزب الله بالتنسيق مع الجيش السوري والتي تعد المعركة الاخطر على كافة الاصعدة

حسن خبيز