كشف موقع «ديبكا فايل» الاسرائيلي على الانترنت ان معلومة على جانب كبير من السرية والحساسية وصلت الى دوائر الاستخبارات الغربية في السادس عشر من نوفمبر الجاري، وتضمنت تحذيرا مخيفا يشير الى ان ايران وحزب الله يخططان للقيام بعملية ارهابية رئيسية في بيروت. وبذا، يكون هذا التحذير قد وصل الى تلك الدوائر قبل ثلاثة ايام من التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت ومعقل حزب الله في الضاحية الجنوبية يوم التاسع عشر من نوفمبر الجاري.

وتبين من تلك المعلومة، التي كان مصدرها دولة خليجية ان ايران وحزب الله كانا بحاجة للقيام بعملية كبرى بهدف تحويل الانتباه عن ارسال اكثر من 3000 مقاتل من حزب الله ضد ارادتهم الى سورية. اذ كان هؤلاء قد رفضوا العودة الى هناك خلال الايام العشرة الماضية.

وتشير مصادر «ديبكا فايل» الاستخباراتية الى ان الرئيس بشار الاسد كان قد ابلغ حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، واصدقاءه في طهران انه يتأهب لمعركة كبرى في منطقة القلمون بسورية وليس بوسعه خسارتها.

ويبدو ان الاسد يعوّل كثيرا على كسب هذه المعركة من اجل ثلاثة اهداف استراتيجية اساسية.

-1 لأن استيلاءه على هذه المنطقة الجبلية من شأنه ان يقطع طريق امدادات المقاتلين السوريين من سلاح وذخائر من لبنان.

-2 سوف يفتح انتصاره في هذه المعركة الطريق الممتد من دمشق الى مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحلتين اللتين يقيم فيهما معظم الموالين له.

-3 لأن هزيمة الثوار السوريين في معركة القلمون ستشكل ضربة خطيرة للسعودية التي تمول هؤلاء المقاتلين، وسوف يؤثر هذا بالتالي على موقفها في لبنان وعلى توازن القوة في بيروت.

على أي حال، تكمن المشكلة بالنسبة لحسن نصر الله في ان حزبه لايزال يلعق جراحه بعد خسائره الكبيرة في معركة القصير التي فقد فيها 200 قتيل واكثر من 750 جريحا. ولا يزال اعضاء الحزب يعارضون بشدة التورط اكثر فيما يعتبرونه صراعا خارجيا لا يخصهم.

ومن هنا، خرج مسؤولو الامن في الحزب بخطة سرية تقوم على اساس تنفيذ عملية ارهابية في بيروت ضد مصالح ايران من اجل القول ان مشاركة رجال الحزب في معركة القلمون باتت اساسية من اجل الدفاع عن الحزب في عقر داره.