لم يستخدم البندقية في حياته قبل الثورة الا في خدمة للعلم... لكن بطش النظام دفع بعبد القادر صالح الى حمل السلاح، بعدما شارك في تنظيم التظاهرات المدنية، وحمل لقب "حجي مارع". بداية رحلة التحرير بالنسبة للشهيد صالح كانت من مسقط رأسه، مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي، حيث قاد كتيبة من الثوار وتمكن من تحريرها من أيدي النظام، ليضم بعدها عددا من الكتائب تحت لواء التوحيد، ويصبح قائد العمليات العسكرية/ فيما كان عبد العزيز سلامة القائد العام لهذا التشكيل الكبير. أن أس اللباقة والحكمة والتواضع صفات حملها عبد القادر صالح/ صاحب الشخصية المحبوبة اجتماعياً, والقدوة بالنسبة لمقاتلي حلب، ليصبح رمزا من رموز الثورة السورية وقائدا إستثنائيا كما يصفه الثوار... اتخذ من الصفوف الأولى موقعا لقتال النظام وأدواته، إذ كان يعتبر من أهم المخططين والمشاركين في تحرير الريف الشمالي بحلب, و له الدور الأكبر في معركة الفرقان ومعارك تحرير غالبية مدينة احياء حلب... وعندما نادت القصير، كان صالح المقدام في طليعة من هب لنجدتها. أن أس إمتهن "حجي مارع" تجارة الحبوب والمواد الغذائية, وعرف عنه صدقه وأمانته في تعاملاته التي كان يمارسها قبل الثورة... فضل العمل بصمت عن الظهور الإعلامي، وتحدث بلغة وطنية تنطق بلسان السوريين جميعا، وهي المحافظة على حقوق كل مواطن بغض النظر عن طائفته. لم يستغل القائد عبد القادر صالح الكاريزما الطاغية في شخصيته وشعبيته، لمآرب أخرى، وأكد باكرا عدم سعيه لأي منصب سياسي وأنه سيعود لعمله المعتاد التجارة بعد سقوط النظام. مبلغ مئتي ألف دولار، عرضه النظام السوري لمن يأتي برأس عبد القادر صالح، كان كفيلا بتعرضه لمحاولتي اغتيال فاشلتين. لكن القدر شاء أن يستشهد في اليوم الثالث على اصابته بغارة في معارك محيط اللواء 80 في حلب.