ذكرت صحيفة "الأخبار" ان المعركة في جبال القلمون السورية بدأت منذ أسبوع لكن لم تحن الساعة الصفر لاقتحام الجبال، ولفتت الصحيفة الى ان التحرّك العسكري عنوانه "عزل القلمون"، عبر إحكام الطوق حول بلداتها لقطع الصلة بمحيطها، ومحاصرتها ثم اقتحامها. والخطة تقضي بالقضم البطيء للمناطق الخاضعة لسيطرة مسلّحي المعارضة وتقطيع أوصالها.

واشارت الصحيفة الى "ان الجيش السوري نجح في السيطرة على بلدة الحميرة التي تُشكّل ممراً بين الأراضي اللبنانية والسورية، ومعبراً يوصل إلى قارا، القرية القلمونية الأبرز التي يحشد الجيش السوري قواته حولها تمهيداً لاقتحامها".

وأفادت معلومات للصحيفة أن "قارا باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وأن الانهيارات في صفوف المسلحين فاجأت الجيش، وقد ترافقت مع موجة فرار ونزوح كثيفة".

وكشفت "الأخبار" أنّ "الكتائب المقاتلة في القلمون وجّهت نداءً عاماً إلى مسلّحيها للالتحاق بجبهة قارا لصدّ هجوم كتائب الأسد". وفي اتصال مع أحد قادة الكتائب المعارضة، قلّل من أهمية سيطرة الجيش السوري على الحميرة قائلاً "إنها ليست أكثر من طريق"، وتحدث عن "معركة شرسة تنتظر قوات الأسد"، إذ إن البلدة تُعدّ مفتاح الدخول إلى القلمون ومعبراً أساسياً من قراه في اتجاه محافظتي حمص وحلب. أمّا بالنسبة إلى أقوى المجموعات المتحصّنة في قارا، فتكشف المعلومات أنّ إمرة القيادة في البلدة القلمونية تخضع لكل من "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" و"حركة أحرار الشام".

في موازاة ذلك، أحكم الجيش السوري الحصار على مهين، البلدة الجبلية التي سقطت في أيدي مسلّحي المعارضة منذ أيام. وكشفت "الأخبار" أن مفاوضات جرت بين الجيش السوري ومسلّحي المعارضة للانسحاب منها وتسليم مستودعات الذخيرة التي يُسيطرون عليها، علماً بأنّ المعلومات تُشير إلى أنهم استولوا على ثلاثة مستودعات ونقلوا بعض الذخيرة منها، فيما لا يزال المستودعان الرئيسان عند مدخل بلدة صدد خاضعين لسيطرة الجيش السوري. 

وذكر أحد المصادر لـ"الأخبار" أن بعض المجموعات المسلّحة حاولت الدخول إلى مهين لنقل السلاح خلال اليومين الماضيين، إلّا أنّها لم تتمكّن من بلوغها. وعزا المصدر أهمية المعركة في قارا إلى كونها "البوّابة الأساسية، إذا أغلقوها، أُغلِق خط الإمداد العسكري والمالي".