كيف قرأ المستقبل خطاب نصر الله  ؟

ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس خطابا تناول فيه جملة قضايا سياسية وأمنية على الصعيدين اللبناني والسوري وأعلن السيد نصر الله مواقف عدة تجاه القضايا والملفات اللبنانية والسورية سيما ما يتعلق بملف تشكيل الحكومة والملف الأمني وفنّد السيد نصر الله في خطابه مواقف الحزب من الأزمة السورية وتطرق إلى دور المملكة العربية السعودية في الأزمة السورية وفي تعطيل الحل السياسي لعدد من الملفات اللبنانية .
هذا الخطاب تعرض لهجمات انفعالية عدة من قبل تيار المستقبل الذي سارع عبر مؤسساته الاعلامية وشخصياته السياسية الى الرد عليه بسرعة .
من جهتها قالت صحيفة المستقبل في افتتاحيتها :
خرج الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصراله بخطاب تجاهل فيه حقائق الأمور واتهم 14 آذار وتيار "المستقبل" بكل ما ارتكبه ويرتكبه هو وحزبه من تعطيل ضربَ ويضرب الدولة بكل مؤسساتها منذ ما قبل انقلاب القمصان السود الذي خطّطه وأشرف على تنفيذه بحذافيره وحتى اليوم. كما تجاهل انخراطه الدموي في الجريمة التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري، ولم يلفظ كلمة واحدة عن سياسة "النأي بالنفس" التي التزمها ثم تراجع عن التزامه ذاك.
وقالت الصحيفة : غريباً كان خطاب حسن نصرالله بالأمس. وغرابته كانت استثنائية، إذ إنه بنى أكثر من نصفه على أكاذيب كبرى، وقدّمها باعتبارها حقائق حاسمة ولا تُجادل، وهي على أي حال، عادة متأصلة في سلوكه وسلوك حزبه مع لبنان واللبنانيين منذ سنوات.
يتهم الرئيس سعد الحريري من دون أن يسمّيه بأنه قال إنه لن يعود إلى لبنان إلا عن طريق دمشق. واليقين الذي يعرفه نصرالله من دون أدنى شك، هو أن سعد الحريري لم يقل ذلك الكلام على الإطلاق، بل هو في إحدى المرات وأمام تصاعد وتيرة التزوير والفبركة في آلة الممانعة الإعلامية المعهودة، أصدر نفياً رسمياً في هذا الشأن.
النائب عمار حوري قال في تصريح له ردا على السيد نصر الله ان "تيار "المستقبل" الحريص على الاستقرار والسلم الأهلي، ولن يسمح بعد اليوم أن يشوه حزب الله الحقائق وأن نسكت له، لاننا بمقدار حرصنا على لبنان فإننا كذلك حريصون على كرامتنا التي تشرّف الجميع في هذا البلد الذي قدمنا من أجله العديد من الشهداء وعلى راسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري واللواء الشهيد وسام الحسن"، لافتاً الى انه "وجد في خطاب الامني العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله تكرارا للأضاليل السابقة".
ورأى حوري في حديث صحفي في مسألة دعوة نصر الله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للعودة الى لبنان من مطار بيروت وليس مطار دمشق رياء وكذبا موصوفا على اعتبار أن الحريري لم يرهن عودته الى لبنان بسقوط النظام في سوريا كلامه في هذا المجال فيه الكثير من التحريف، لان ما كرره في خطابه بالأمس وسبق وان قاله في خطابات سابقة نفاه الحريري، ولكن لا نعرف لماذا يصر حزب الله على هذه الكذبة، وإيهام نفسه بأنها صحيحة مع انه يدرك أنه ليس صادقا في هذه المسالة وفي مسائل كثيرة باتت محل تندّر لدى اللبنانيين".
واعتبر حوري أن " نصر الله من خلال كلامه الفوقي، حاول الظهور بمظهر المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، لكنه لم يدرك بان زمن المرشد قد ولى، بحيث اللبنانيون كسروا حاجز الخوف منذ العام وأنهم يرفضون العودة الى ما قبل هذا التاريخ، ولذلك هم مستعدون لمواجهته والتصدي له ولمخططه الرامي الى تحويل لبنان لمحافظة إيرانية خاضعة لولاية الفقيه".
حوري ردّ على اتهام نصرالله تيار "المستقبل" بتعطيل البلاد، لافتا الى أن "حزب الله" يمكنه ان يدخل كتاب غينس للأرقام القياسية في التعطيل فهو من يؤخر تشكيل الحكومة لغاية اليوم، ويعطل عمل المجلس النيابي من خلال هذا التأخير، ومن هذا المنطلق ندعوه اذا كان قادرا على تشكيل حكومة بان يشكلها وفق قاعدة "--" أي بمفرده، ولكن الى ان يحصل ذلك وهذا طبعا من سابع المستحيلات، فإننا متمسكون بموقفنا الدستوري لجهة رفض التشريع بمعناه الواسع أي وفقا لما يحاول تمريره رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل وجود حكومة تصريف الاعمال".

وفي مسالة خضوع "تيار المستقبل" لارادة السعودية في التعطيل، أكد حوري أن نصرالله "ليس سوى بوق للمشروع الفارسي، ومهاجمته السعودية لا يمكن أن تحرف الأنظار عن دور ايران ودور حزبه في سوريا وفي قتل الشعب السوري الذي انتفض لحريته وكرامته
وقال قيادي بارز في تيار المستقبل :

إنّ “تأخر عودة الرئيس الحريري الى بيروت، هي بسبب سيارات الحقد والاجرام التي جهزها النظام السوري وأوكل إلى حلفائه في لبنان ومن بينهم حزب الله بتفجيرها في اللحظة التي يعود فيها الرئيس الحريري الى لبنان، وليس بسبب ما يدعيه نصر الله رهان تيار المستقبل على سقوط النظام السوري”.

وبالنسبة الى القيادي، فإن “الرئيس الحريري سيزور سوريا وطائرته ستحط في مطار دمشق الدولي، والسوريون في سوريا الجديدة سيستقبلونه استقبال الكبار، لانه وقف مع الشعب السوري في وجه الطاغية بشار الاسد”.

وعلى هذا الأساس يدعو القيادي نصر الله الى التواضع بدل التصرف كفرعون جديد “لان التاريخ لن يرحم”، مضيفا: “إن نصر الله الذي فقد شرعيته الداخلية والعربية والدولية، ليس مخولا إعطاء الأوامر أو فرض شروطه، وخصوصا فيما يتعلق بتشكيل الحكومة، ولذلك عليه أن يعود الى حجمه الطبيعي، وأن يقبل بأننا قبلنا حاليا مشاركته في الحكومة، لأننا قد لا نقبل فيما بعد بالتحاور أو التواصل معه”، مستغربا هجومه على المملكة العربية السعودية “تاج رأسه”، قائلا: “من بيته من زجاج فليصمت ولا يرمي الناس بالحجارة”، وذلك في إشارة الى الدور الايراني الدموي في المنطقة من العراق ووصولا الى سوريا ومرورا بلبنان وباقي الدول العربية