حازت وفاة الفنان وديع الصافي "صوت الجبل" على اهتمامات الصحف اللبنانية اليوم والتي عادة ما تغرق في الشأن السياسي، ولكن وفاة الصافي الليلة الماضية عن عمر يناهز 92 عامًا في مستشفى بإحدى ضواحي بيروت، وحدت اللبنانيين على مختلف طوائفهم مثلما وحد الحزن خطاب الصحف اللبنانية التي نادرًا ما تتلاقى على قضية ما. 

وقالت صحيفة "السفير" لقد "أطلق وديع الصافي آهاته الشجية ورحل طاويًا معه عصر الطرب، وقد ترك صدى صوته يتردد في أجواء الوطن العربي جميعًا، بمشرقه ومغربه، معتبرة أنه كان مطرب العرب بحق، متجاوزًا الحدود وأنظمة القمع رابطًا بين الإنسان وأرضه. 

وأشارت الصحيفة إلى أن دمشق كانت تنتظره فتتزيّن له وتذهب إليه بشوقها إلى الحياة فيطربها حتى النشوة، ويلتف من حوله شيوخ طربها والأجيال الجديدة من المغنين والمغنيات يتعلمون منه وهم يتأوهون. 

وأضافت "السفير" "كانت تنتظره القاهرة بأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ والشعراء الذين يأخذهم صوته إلى القصيدة، ولقد طاف جميع العواصم فغنى الناس وغنوا معه". 

من جانبها، وصفت صحيفة "النهار" وديع الصافي بالجبل "الغافي"، وقالت إن من حقه أن يستريح، مضيفة "أن الرجل مات، لكنه لن يموت، وكذلك صوته الذي غادر هو الآخر، لكنه أيضًا لن يغادر ولن يموت". 

وتابعت الصحيفة قائلة "لقد مات الرجل، لكنه ترك لنا إرثًا فنيًا تتلاقى فيه الأضداد، وتتعاشق لتؤلف مأثرةً غنائيةً فريدة في النوع. هذه المأثرة هي مدعاة للغبطة وليس للحزن". 

من جانبها، قالت صحيفة "المستقبل" إن لبنان من دون وديع الصافي، كأننا فقدنا نهرًا، أو جبلاً أو سهلاً أو غابة من الأصوات، إنه الذي لا يعوض، لا حضورًا، ولا لحنًا، ولا أغنية، ولا حبًا لبلده، ولا شغفًا بناسه، غادر وديع كما تغادر قارة. 

وأضافت "المستقبل": "غادرنا ولما نشبع من فنه، دائمًا نستزيد من هذا الصوت الذي ملأ السماء والأرض، هذا الصوت الفريد من حجم تاريخ لبنان، كأنّه فنان الفصول كلها، وكأنه فنان لكل الفصول".