قال مصدر دبلوماسي لـ "رويترز" إنّ "الإحباط السعودي بسبب الجمود الدولي" حيال ما يجري في سوريا ، و تجاه الفلسطينيين ، هو ما دفع بالمملكة العربية السعودية ، إلى الغاء كلمتها امام الاجتماع الـ ۶۸للجمعية العامة للأمم المتحدة .

و کان من المقرر أن یلقی وزیر الخارجیة السعودی الأمیر سعود الفیصل کلمة أمام الجمعیة العامة بعد ظهر الثلاثاء الماضی . و جاء القرار تعبیراً عن الإستیاء خاصة وفقا لمعاییر السعودیة أکبر مصدر للنفط فی العالم والتی عادة ما تعبّر عن مخاوفها فی الجلسات الخاصة . و قال المصدر : "یعکس قرار السعودیة استیاء المملکة من موقف الأمم المتحدة إزاء القضایا العربیة و الإسلامیة خاصة قضیة فلسطین التی لم تتمکّن الامم المتحدة من حلّها منذ أکثر من 60 عاما إلى جانب الازمة السوریة" . و المملکة هی أحد الداعمین الرئیسیین لمسلحی المعارضة السوریة الذین یسعون للاطاحة بالرئیس بشار الأسد فی الحرب الأهلیة التی راح ضحیتها أکثر من مئة ألف قتیل خلال عامین ونصف . و دعت المملکة مرارا المجتمع الدولی إلى التدخل نیابة عن مقاتلی المعارضة الذین تزوّدهم بالسلاح و قالت إنه یجب الاطاحة بالرئیس الأسد بزعم ان قوات الحکومة السوریة تقصف مناطق مدنیة . في هذا الوقت،رحب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بما وصفه بالتصريحات الانفتاحية لإيران على دول الخليج. جاء هذا الترحيب خلال مشاركة الفيصل بحفل نظم في روما بمناسبة مرور 80 عاما على إقامة العلاقات السعودية - الإيطالية. يذكر أن العلاقات الإيرانية السعودية شابها خلال السنوات الأخيرة توتر بسبب مواقف البلدين المتباينة من بعض القضايا الدولية والإقليمية لا سيما الأزمة السورية. كما أن الخطاب الأخير للرئيس الإيراني حسن روحاني في هيئة الأمم المتحدة والتقارب بين واشنطن وطهران اربك سياسة الدول الخليجية. ونقلت صحيفة "الرياض" عن وزير الخارجية قوله: "سمعنا القول الإيراني والنغمة الإيرانية الجديدة في الحديث، وإبداء الرغبة في تحسين العلاقات الإيرانية بدول الجوار وفي الإطار العالمي ونرحب بهذا التوجه كل الترحيب، ولكن العبرة في الإجراء، والأثر العملي لهذا التوجه فإذا ترجم القول إلى عمل فستتطور الأمور إلى الأفضل". وأضاف: "سياستنا أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ... ما نصر عليه هو ان تلتزم ايران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن يتخذ مجلس الأمن القرار الذي يكفل بالتزامها بنصوص هذه الاتفاقية".