شيء طبيعي ان نشاهد تنسيقا وتواصلا بين الحزب التقدمي الاشتراكي وأي مكون من مكونات قوى ١٤ آذار ، بالرغم من المسافة التي وضعها رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط بينه وبين هذه القوى بعد احداث السابع من ايار ٢٠٠٨ وخياره التموضع في الموقع الوسط بين القوتين الآذاريتين ، غير انه من اللافت ، لا بل من الغريب نوعا ما ان نرى الحزب التقدمي يأخذ القرار بالانفتاح والتواصل مع كل القوى ولا سيما احد المكونات السياسية في المقلب الآخر ، الذي كان له معه صولات وجولات من التخاصم والتنافر والتجاذب السياسي على مدى السنوات الماضية ، هذا المكون ، لم يعد خافيا بالطبع ، انه التيار الوطني الحر الذي يبدو انه متجاوب الى اقصى الحدود في هذا الاتجاه ، كما يؤكد منسق التيار في منطقة الشوف غسان عطالله . 
ويقول عطالله لموقع  ًلبنان الجديد ً انه هو الذي بادر وخطط ورتب كل الامور ، وأولى خطواته كانت الزيارة التي قام بها الى كليمونصو حيث استقبله النائب وليد جنبلاط ، في لقاء وصف بالودي والصريح . ومن بعدها قام وفد من التيار بزيارة مقر الحزب التقدمي الاشتراكي في وطى المصيطبة ، حيث طرحت العديد من المسائل ، والمآخذ المتبادلة عليها ، في جو إيجابي وبناء .. 
وأتت مناسبة وفاة السيدة مي جنبلاط والدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ، لتقطع حكما لقاءات التواصل بين الجانبين والتي كانا قد اتفقا على متابعتها في لقاء المصيطبة . 
بعد انقضاء اسبوع التعازي مباشرة ، نقلت صحيفة الأنباء الكويتية عن مصدر قيادي في الحزب التقدمي ان الاتصالات واللقاءات مع التيار الوطني الحر ستتواصل مجددا ، مشيرا الى عقد لقاء جديد بين المكلفين من الجانبين على مستوى منسقية منطقة الشوف ، ولفت المصدر أيضاً الى إيعاز من قبل قيادة الحزب ، من اجل دعوة التيار الوطني الى المشاركة في المناسبات التي يقيمها التقدمي ، ومنها مثلا مناسبة في بلدة بطمة الشوف يوم الجمعة في السابع والعشرين من أيلول الفائت . 
ويوم الثلاثاء الماضي كان ثمة تواصل آخر بين الطرفين ، وكان اللقاء هذه المرة في مقر التيار الوطني الحر في سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل ، كما كشف لموقع ً لبنان الجديد ً  مفوض الشؤون الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور يحي خميس ، والذي لفت الى ان اللقاء ضم عن التقدمي ، وزير المهجرين علاء الدين ترو وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر ووكيلي داخلية الشوف والإقليم رضوان نصر وسليم السيد ، وهو يأتي في اطار سياسة الانفتاح بين الطرفين وتحت عنوان : أولوية الاستقرار والحفاظ على السلم الاهلي ، واضاف ، ثمة تنسيق مشترك على بعض الامور التي تريح الأجواء في المناطق ، وخاصة تلك ذات التواجد المشترك ، وكذلك ثمة استكمال للنقاش في بعض النقاط وكيفية ترجمتها على الارض بين القواعد والمناصرين  . 
اما القيادي عطالله الذي كان  في عداد وفد التيار الوطني الحر خلال اللقاء فقال ، ليس هناك من سقوف او حاجز او مواقع ، وهاجسنا الوحيد هو ان نبعد اي شر يمكن ان يصيب لبنان ، إذ ان الحالة في المنطقة عموما خطرة ، ولسنا مستعدين لان نعيد احداث ال ٧٥ مرة جديدة ، واضاف ، هذا الامر لا يحصل الا اذا تقاربنا مع بعضنا البعض ، ونحن دعاة بناء وطن ، والاختلاف هو غنى وتنوع وليس اختلافا . ولفت الى ان هناك أناسا كثر تزعجهم مثل هذه اللقاءات ، فالتقارب بين حزبين كبيرين سيذيب اي دور لهم ، وقال ان المرجعيات المسيحية وما تمثل اصبحت معروفة ، ونحن نتفاوض بشكل طبيعي لأننا نعرف ونفهم فكر الناس في منطقة الشوف ، واكد ان الجو خلال اللقاء مع وفد الحزب التقدمي ، كان إيجابيا جداً ونحن سنبني عليه في المستقبل .