أدلى الشيخ أحمد غريب، الموقوف على ذمة التحقيق، باعترافات وصفت بالمذهلة عن دوره في تفجير جامع التقوى الذي أسفر عن مجزرة في طرابلس.

الغريب إعترف بدوره في الإعداد لمتفجرة المسجد، واعترف بأنه قال لمصطفى حوري أنه يؤمن له المال مقابل قتل العميد حمود، وبأنه التقى النقيب محمد علي (من فرع فلسطين في المخابرات السورية) 9 مرات، وان هذا الأخير طلب منه أن تقوم حركة التوحيد (فرع الشيخ هاشم منقاره) باغتيال الشيخ سالم الرافعي وانصاره ومساعده في المسجد، وانه ابلغ الشيخ منقاره بالأمر فلم يكن قد إتخذ بعد أي قرار بشأن تنفيذ الإغتيال. وقال انه تم إستخراج صور جوية من المواقع الإلكترونية للمسجد...

واخظر ما في اعترافات االغريب، التي نشرتها صحيفة " الشرق" قوله لـ «مشغّله» النقيب السوري محمد علي: «لا مشكلة لدي في التنفيذ»، وقوله: «إقترحت وضع السيارة المفخّخة على الطريق بمحاذاة الجامع فهذا أفضل» (أي أكثر أذية)!

وفي ما يلي وقائع التحقيق الذي جرى بحضور القاضي صق صقر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية: صرح لي (النقيب محمد علي) في أحد المرات انه تعرض لأكثر من خمسة وعشرين طلقة رصاص خلال الأزمة السورية ونجا منها، سأضيف ان النقيب المذكور صوته ضخم، وهو إنسان مغرور يتحدث مع الضباط الأعلى رتبة منه بطريقة فوقية وهو ضابط في فرع فلسطين - مركزه دمشق منطقة القزاز - وسط المتحلق الجنوبي، ادعى إنه كان مساعد العماد آصف شوكت وقد كلفه العماد آصف شوكت قبل العام 2005 بعدة زيارات الى عنجر.

اللقاءات مع النقيب محمد علي

س-كم مرة التقيت النقيب محمد علي وماذا حصل في تلك اللقاءات؟

ج-التقيته منذ أن تعرفت عليه لتسع مرات تقريباً منذ حوالى السنة، خمسة منها قبل أن يطرح عليّ موضوع تنفيذعمليات تفجير واغتيال، تمت أربعة منها في مكتبه في دمشق في الطابق الثالث حيث القسم المسؤول هو عنه، والخامسفي أحد المطاعم قرب السفارة الإيرانية في دمشق-أوتوستراد المزه-أما أول لقاء وبعد قطيعة من دون سبب لمدةثلاثة أشهر كونه لم يكن يرد على إتصالاتي حيث برر ذلك انه لا يثق بالشخص الذي عرفني عليه والذي يدعى ثائر حيثأرسل هو رسالة هاتفية لي يطلب فيها ملاقاتي حيث توجهت الى الحدود اللبنانية-السورية وقمت بالإتصال به من رقميالسوري.

كلام عن منقاره وخالد الضاهر والرافعي

تابع المحضر رقم302/390تاريخ2013/8/23

كونه لا يجيب على إتصالاتي عبر الرقم اللبناني فصرح انه يرغب بملاقاتي في اليوم التالي في اللاذقية حيث تم ذلك فيمقهى ومطعم قرب مبنى الأمن العسكري وحصل ذلك منذ حوالى خمسة أو ستة أشهر وخلال اللقاء المذكور سألته عنسبب عدم رده على إتصالاتي فأعلمني انه بسبب سمعة المدعو ثائر السيئة فأعلمته أن ثائر المذكور تم القبض عليه منقبل السلطات السورية بعدما ساعدهم في توقيف عصابة وتم ضربه حتى أدخل المستشفى لأكثر من اسبوعين فلم يرد عليّبهذا الخصوص بعدها وجه لوم وعتاب بخصوص مواقف الشيخ منقارة في برنامج النشر مع طوني خليفة والذي تناول فيهالشيخ منقارة تكفير كل من يشتم السيدة عائشة والصحابة بعدها صرح لي أن الوضع السوري جيد وانهم لم يستخدموالغاية الآن السلاح الإستراتيجي ولا يزالون يستخدمون السلاح التقليدي واضاف ان النائب خالد الضاهر والشيخ سالمالرافعي يرسلون مسلحين الى سوريا.وان لديه هدفين هما(الشيخ)أحمد(...)والشيخ سالم الرافعي كونهماالمحركين الأساسيين للمسلحين والتحريض على النظام السوري.وأضاف إن(الشيخ)أحمد(...)سوف يتم ترك أمرهلأن يومه إقترب أما سالم الرافعي فيجب إزالته من الساحة اللبنانية.

لا شركاء له

تابع المحضر رقم302/390تاريخ2013/8/23

مفردات تلك الرسالة ان موضوع متابعة عملية الإغتيال كانت مستمرة ولا تزال قائمة من قبلك وذلك من خلال قولك انكلم تقصر ولم تتأخر عنه وإنك منتظر إتصاله كما طلب منك وهو يتناقض مع ما أدليت به.ننصحك بقول الحقيقة عنعلاقتك بعملية التفجير ومن هم شركاؤك فيها؟

ج-لقد صرحت لكم بالحقيقة كاملة، وأؤكد انه لم أقم أنا بتنفيذ العملية وليس لدي شركاء.

س-ورد بإفادة الموقوف مصطفى حوري انك عرضت عليه مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي من أجل تنفيذ عملية إغتيالللعميد حمود أخبرنا بالتفصيل عن ذلك؟

ج-أفيدكم أنه تحدثت بالفعل مع مصطفى حوري بهذا الأمر وقد اعلمته أنني مستعد لتأمين مال بغية قتل العميد حمودللسبب الذي ذكرته لكم سابقاً كون العميد حمود اشترك مع الشيخ سالم الرافعي بالهجوم المسلح على مسجد عيسى بنمريم التابع لحركة التوحيد كذلك الهجوم على مكاتب الحركة(بعد إغتيال الشهيد وسام)صح(قبل فترة من)صح خلالشهر رمضان من العام الفائت ولا أذكر المبلغ الذي حددته حينها.

ج-كلا ليس لدي ما أضيفه خلاف ما ذكرت وهذه إفادتي.

-تليت عليه إفادته فصدقها ووقعها.

الإغتيال سالم الرافعي في المسجد

قال لي النقيب محمد علي إنه لا بد من حدث في الساحة الطرابلسية وتكون رسالة قوية أي طرابلس وطلب ان تقوم حركةالتوحيد بتنفيذ عملية إغتيال الشيخ سالم الرافعي بحضور عناصره ومناصريه في مسجد التقوى عن طريق سيارة مفخخةوانه على إستعداد لتأمين السيارة المفخخة وارسالها إلى لبنان إضافة الى انه سوف يجعلني ألتقي شخصيتين مهمتينوكبيرتين في الأمن السوري وانه سيتم إعطائي أضعاف ما تطلبه الحركة من أموال وأوحى لي أيضاً بلقاء القادة الكبارفي سوريا.

«لا مشكلة لدي في التنفيذ»

وبعد، أما اللقاء الثاني فحصل بيني وبينه بعد حوالى خمسة وعشرين يوماً وتم أيضاً في فرع فلسطين داخل مكتبه حيثعاتبني على تأخري وسألني عن قرار الشيخ منقارة فأعلمته انه لم يأخذ بعد أي قرار، وسألني عما إذا كنت سأقوم بهشخصياً فأعلمته أنه لا مشكلة عندي لكنني في المبدأ لا يمكنني الإجابة حالياً على ذلك، وصرح ان السيارة المفخخة أمايتم تجهيزها في طرطوس أو يتم تجهيزها بالقرب من الحدود اللبنانية السورية.أما الجلسة الثالثة فحصلت بعد أسبوع أوأكثر بقليل حيث تداولنا الحديث عن موقع مسجد التقوى حيث تم إستخراج صور جوية لموقع المسجد من موقع الإنترنت«غوغل»وجرى تحديد المسافات الداخلية للمسجد من حائطه ولغاية المنبر فتم خلال شهر حزيران على ما أعتقد وذلكفي مطعم البيت الفرنسي على أوتوستراد المزة.فتم خلاله ابلاغي انه يجب عليّ الإتصال به يوم السبت أو الأحد للقاءقرب الحدود اللبنانية للإتفاق على تفاصيل تنفيذ عملية التفجير. (فلم أتصل)ولم يحدد لي أي تفاصيل أخرى عن العمليةوهذه هي تفاصيل كافة اللقاءات التي تمت بيننا.

أرسلت له رسائل فلم يجب

س-هل التقيت النقيب محمد علي بعد ذلك قرب الحدود؟

ج-كلا كوني لم أذهب يوم السبت أو الأحد إلى الحدود حيث إنقطع التواصل بعدهما بيني وبينه علماً أنني توجهت يومالإثنين(الى المنطقة القريبة)منطقة العبودية واعلمته هاتفياً أن المسافة التي سبق وقدرناها هي اربعون متر تقريباً ولايمكن بذلك التنفيذ لتنقطع الإتصالات بعدها بالمطلق، كوني حاولت الإتصال به بعدها عدة مرات وارسلت له رسائل إلا انهلم يجب.

اقترحت وضع السيارة بمحاذاة الجامع...فهذا أفضل!

س-إن آخر رسالة أرسلتها الى النقيب محمد علي كانت بتاريخ31-7-2013وتتضمن السلام عليكم أنا لم أقصر أبداًولم أتأخر عنك أبداً من يوم إتصالي بك يوم الإثنين وأنا منتظر إتصالك كما طلبت مني، حيث تدل والتي قدرتها بحوالي مابين عشرة إلى خمسة عشر متراً فأعلمته إن وضع السيارة على الطريق العام بمحاذاة الجامع هو أفضل شيء حيث أنالسيارة المفخخة في ذلك الموقع يمكن أن تستهدف الشيخ سالم الرافعي أما باقي المواقع على الخريطة المذكورة فلايمكن أن تطاوله وتم تحديد يوم التنفيذ من قبل النقيب محمد علي هو يوم الجمعة لتكون رسالة قوية فرفضت فكرة التنفيذيوم الجمعة واقترحت يوم الإثنين كون الشيخ يقوم بإعطاء دروس دينية لمناصريه في المسجد المذكور وتحديداً المنتسبينله واعلمني النقيب محمد علي إنه سيبلغ المسؤولين لديه بحوار جلستي معه وعرض فيما خص السيارة ان استحصل معههوية مزورة وأقوم بشراء أو إستئجار سيارة ويتم تفخيخها في منطقة آمنة قرب الحدود حيث يدخل هو وخبير متفجراتالى الحدود داخل الأراضي اللبنانية ويعمل الخبير على تفخيخ السيارة عندها سألته عما إذا كان بإمكانه تأمين هويةمزورة لعدم قدرتي على ذلك فصرح لي يجب علي أن أقوم أنا بتأمينها، وانتهت الجلسة بعدما طلب مني أن أرد عليهجواباً في أسرع وقت من دون أن يحدد لي موعد اللقاء القادم.

أما اللقاء الرابع فهو الأخير بيني وبينه.