أبلغ مواكبون لجهود تأليف الحكومة صحيفة “النهار” ان التفاصيل التي تنطوي عليها الاتصالات تفيد ان الشروط التي يطرحها فريق 8 آذار وحلفاؤه تشير الى ان الافق لا يزال مسدودا امام انجاز هذا التأليف في المدى المنظور، موضحين على سبيل المثال ان لا تراجع عن سقف الثلث المعطل الذي هو بمثابة حد أدنى، علما ان الطرح الحالي هو التمثيل بحسب الحجم النيابي الذي يعني ان حصة هذا الفريق تتجاوز الثلث المعطّل. اما في ما يتعلق بمبدأ المداورة في توزيع الحقائب الذي يتبناه الرئيس المكلّف تمام سلام، فقد اصطدم باصرار من رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون على اعادة توزير الوزير جبران باسيل مع حقيبة الطاقة التي يتولاها في حكومة تصريف الاعمال الحالية. ورأت ان أي أمل في تحرك في مسعى التأليف أقله قبل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك بعد أيام غير موجود.

وتحدثت مصادر سياسية عن محاولة لم يكتب لها النجاح في اليومين الاخيرين، تمثلت بمسعى اخير لاعلان تشكيلة يقدمها الرئيس المكلف تمام سلام للحكومة الجديدة قبل توجه الرئيس سليمان الى نيويورك وذلك بسبب شروط صارمة من 8 آذار تمثلت بالثلث المعطل ورفض البيان الوزاري على اساس “اعلان بعبدا” والتمسك بتوزير باسيل في حقيبة الطاقة. وأفادت المصادر أنه صرف النظر عنها تفاديا لمشكلة قبل توجه سليمان الى الامم المتحدة.

وكانت “كتلة الوفاء للمقاومة” شددت بعد اجتماعها امس على “أن كل محاولة لتشكيل حكومة لا تشارك فيها المكونات السياسية بنسبة أحجامها المتمثلة في المجلس النيابي ولا تتبنى الثوابت الوطنية التي أقرتها كل حكومات ما بعد الطائف، هي محاولة مرفوضة لأنها تطيح النظام العام وتضع البلاد أمام المزيد من التعقيدات والتردي، وخصوصا أن المرحلة لا تتحمل استخفافا أو مغامرة غير محسوبة أيا تكن الدوافع أو التبريرات”.