في تصريحٍ صحافي لمدير مخابرات الجيش اللبناني السابق جوني عبده (يمتلك عبده مقدرات أمنية كفوءة، ويتمتع بمواهب سياسية واضحة)، أجاب على سؤالٍ يتعلق بشخص الوزير السابق جبران باسيل، فقال: باسيل أذكى سياسي لبناني، وأكذب سياسي في نفس الوقت، أمّا لماذا هو أذكى السياسيين، يؤكّد عبده ذلك، لأنّه "بلف" القوات، أي خدع القوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع، ثم عاد وبلف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كما سبق له أن بلف حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، ولعلّ المسكوت عنه في تصريح عبده، ليس الإعتراف بذكاء باسيل، بل تسجيل واقعة غباء موصوفة للأطراف الثلاثة، ويأتي في رأس قائمة المخدوعين قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ويليه سعد الحريري، أمّا بالنسبة لحزب الله، فالله أعلم في العلاقة بين الطرفين، من هو المخدوع ومن هو الخادع( باسيل أو نصرالله)، ذلك أنّ حزب الله رأى منذ توقيع اتفاق مار مخايل عام ٢٠٠٥، في تيار الجنرال ميشال عون "حصان طروادة" المُفضّل لاختراق المناطق المسيحية، و"بلفها" بلغة جوني عبده، وخداعها باللغة العربية الفصحى، ولعلّ المخدوع الأكبر في كلّ هذه الفوضى المعنوية والأخلاقية والسياسية والإنمائية والأمنية التي تخبّط فيها لبنان منذ وصول عون وصهره جبران باسيل إلى سدّة الرئاسة الأولى، هو ميشال عون ذاته، الذي غدا تياره الوطني الإصلاحي على يد خلفه باسيل لا وطنياً ولا إصلاحيّاً، كما أنّ صورة الرئيس عون "القوي"، الذي عاد من منفاه الباريسي، ليجتاح معظم المقاعد النيابية في المناطق المسيحية، راحت تذوي رويداً رويدا، حتى جلّلها السواد والفشل والخيبات، ورافقها ذلك حتى نهاية ولايته الرئاسية في نهاية العام ٢٠٢٢، وهكذا يكون حال جبران باسيل كحال ذاك "اللبناني الحربوق"، أذكى إنسان وأغبى إنسان على وجه الأرض، بحكم ما آلت إليه أوضاع البلاد المأساوية، والتي آذنت بالهلاك والزوال.