يحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقد جلسة لمجلس الوزراء لحلّ عقدة تأمين الاعتمادات اللازمة لبواخر النفط الراسية على الشاطئ اللبناني، والتي تُكبد خزينة الدولة خسارة مالية تتجاوز المائة ألف دولار يومياً، ومع ذلك يقف صهر الرئيس السابق ميشال عون، الوزير السابق جبران باسيل في وجه انعقاد هذه الجلسة، وعندها يحقّ لأي مواطن أن يتساءل: كيف يمكن لباسيل، هذا "المعتوه" سياسياً، والفاسد أخلاقياً، والساقط وطنياً، أن يمتلك من أسباب القوة والجبروت ما يُمكّنهُ من منع انعقاد هذه الجلسة الضرورية جدّاً، لتأمين الفيول للكهرباء، ورفع الغرامات المتراكمة، ولو عاد المواطن الصابر إلى الذاكرة السياسية، فيعجب من مفارقاتها الغريبة، فهل باسيل اليوم أقوى ممّا كان عليه الرئيس الراحل بشارة الخوري عام ١٩٥٣، عندما استقال من رئاسة الجمهورية في بداية ولايته الرئاسية الثانية؟ أم هو اليوم أقوى مما كان عليه الرئيس الراحل كميل شمعون عام ١٩٥٨، أيام عزّه، عندما سمح بانتقالٍ سلسٍ للسلطة، وانتخاب الرئيس الراحل فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية بعد حربٍ أهلية، وهل هو اليوم أقوى من الرئيس الراحل فؤاد شهاب عندما رفض تمديد ولايته الرئاسية عام ١٩٦٤، رغم كل الدعوات التي طالبت بذلك، وهل باسيل اليوم أقوى وأصلب من الرئيس الراحل الشهيد بشير الجميّل، عندما فتح ذراعيه للشريك المسلم عام ١٩٨٢، وكانت الحرب الأهلية في ذروة احتدامها؟ الجواب على هذه الأسئلة بالطبع لا، وألف لا، وباسيل اليوم وقبل اليوم لا يمكنه أن يصل إلى كعب واحدٍ من هؤلاء "العمالقة" الذين ذكرناهم، فهو كان وما يزال، يستمد "قوّته" وجبروته من الحزب "الحاكم"، وبالسلاح غير "الشرعي".