يوم ولادة المُخلّص السيد المسيح، نتوجه بهذه الكلمة المُقتضبة للوزير السابق جبران باسيل: تتحدث عن حقوق المسيحيين وآلامهم ومُعاناتهم في هذا الوطن المُعذّب لبنان، وكأنّك السيد المسيح الذي وُلد في مغارة، ونام على القشّ والحجارة، ومات مصلوباً على خشبة، قبل قيامته، وكأنّك لم تكنز ذهباً ولا فضّة، وأعطيت ما لله لله، وما لِقيصر لِقيصر، وحفظت تعاليم الكتاب المقدّس بِعهديْه القديم والجديد، وعملتَ بها، ولم تتخلّف عن نُصرة الفقراء والمعوزين والخطَئَة، والتيار الوطني الحر الذي تربّعتَ على عرشه، بعد أن أورثَكَ إياه الجنرال عون، هو مثال الشرف والنّقاء والعطاء، بدليل العقوبات الاقتصادية الأميركية عليك، أمّا حُبّ الوطن والتضحية في سبيله، والتّفاني في خدمة أبنائه، فهذه مناقبُ لم تُخلق لها، لأنّ رسالتك "المقدّسة" والخائبة هي العزف على حقوق المسيحيين الضائعة، وهي فعلاً "ضائعة" بفضلك وفضل أمثالك المأجورين، ومعها أيضاً حقوق المسلمين الضائعة هي الأخرى، ومعهم جميعاً حقوق سائر المواطنين العلمانيين والمُلحدين، ومع ذلك لا نملك سوى تلاوة الترانيم في هذه الليلة المباركة: هلّلويا، المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة.