في السادس من شهر نيسان عام ٢٠٢١، أي قبل استشهاد مهسا أميني بحوالي ستة عشر شهراً، وجهت النائبة فايزة هاشم رفسنجاني (إبنة رئيس جمهورية إيران السابق)، هجوماً عنيفاً على نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحالي، وذلك في تصريحاتٍ لها لموقع "عبدي ميديا"، إذ قالت بأنّ النظام الإيراني الحالي هو أسوأ من النظام الملكي السابق، وأنّ استخبارات النظام الملكي البهلوي كانت أرحم من جهاز المخابرات الموجود اليوم، وذهبت أبعد من ذلك، للحطّ من قدر نظام الملالي وجوهره، عندما قالت بأنّ نظام ولاية الفقيه "القمعي"،  يتعارض مع قِيم الحضارة والحداثة والديمقراطية، والحريات التي يؤمن بها الشعب الإيراني المظلوم، وكانت السيدة رفسنجاني قد صرحت قبل ذلك بحوالي ثلاثة أشهر( في الثامن من شهر شباط ٢٠٢١)، عن رفضها تدخّل إيران في الحرب الدائرة في سوريا، مُتسائلةً عن جدوى ذلك التدخل، مُذكّرةً بأنّ والدها (الرئيس السابق هاشم رفسنجاني) كان قد رفض ذهاب الجنرال الراحل قاسم سليماني إلى سوريا، قائلاً له: هل تريد أن تذهب إلى سوريا لإنقاذ بشار الأسد  وتتسبّب بمصرع خمسمائة ألف ضحية، ثمّ أردفت مُتسائلةً عن ما جنتْهُ تدخلات "المقاومة والممانعة" في سوريا والمنطقة العربية، فهي كما ترى، لم تُخلّف سوى الدمار والضحايا، والخسائر الاقتصادية والاجتماعية لإيران، ثم تجرأت السيدة فايزة رفسنجاني على القول بأنّها كانت تُفضل فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الرئيس الحالي بايدن، ولم تكتف بذلك، بل سخرت من إصرار الوفد الإيراني على المحادثات غير المباشرة مع الوفد الأميركي، في المفاوضات حول الإتفاق النووي المُزمع عقده مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، سائلةً أولي الأمر النافذين: ألم يسبق لكم أن جلستُم وجهاً لوجه مع الوفد الأميركي أثناء رئاسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما؟ وانتهى الأمر حينذاك بالاتفاق النووي مع أميركا والغرب بالمُصافحة وتبادل الأنخاب والتقاط الصُور، وربما غاب عن بال فايزة رفسنجاني أن تُذكّر بتلك الضحكة العالية التي أطلقها يومها وزير خارجية إيران السابق محمد جواد ظريف بعد توقيع الإتفاق وأخذ الصورة التذكارية، الإتفاق الذي سمح لإيران بعد ذلك بالتغلغل في مسام المنطقة العربية.


لم يعتقل جهاز المخابرات الأمنية النائبة رفسنجاني بعد تصريحاتها تلك، لحُسن الحظ طبعاً، فهي إبنة رئيس جمهورية سابق، فضلاً عن أنّ حجابها كان ما يزال "لائقاً"، بخلاف حجاب الشهيدة مهسا أميني، إلّا أنّ تصريحاتها قبل عامٍ ونصف، تكشف الكثير ممّا تُخفيه الحُجُب، وما هو قابعٌ تحت العمائم، سواء منها البيضاء والسوداء.