في اللغة العربية؛ دلال المرأة تدلُّلها على زوجها، وذلك بأن تُريه جراءةً في تغنّجٍ وتشكُّل، وفلانٌ يُدلُّ عليك بصُحبته إدلالاً ودلالاً ودالّةً، أي يجترئ عليك، كما تجترئُ الشّابةُ على الشيخ الكبير بجمالها وصِباها، وفلانٌ يُدلّ على أقرانه كالبازيّ يُدلّ على صيده، وأدلّ الرجل على أقرانه: أخذهم من فوق، وأدلّ البازيُّ على صيده كذلك.

 


يحُقّ للمقاومة أن تُدلّ على أقرانها "المستضعفين" في الثلاثية المباركة( جيش وشعب ومقاومة)  فهي التي "حرّرت" الجنوب، في حين كان الجيش قابعاً في ثكناته، وهي الدرع الصامد الرادع في وجه إسرائيل، وهي التي تمتلك مخزوناً صاروخياً لم يتوفر، ولن يتوفر للجيش اللبناني، وهي التي ما زالت تقف "سدّاً" منيعاً في وجه الأمبريالية الأميركية وربيبتها الصهيونية، وهي التي تسمح، أو لا تسمح، بعقد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الغاشم(إسرائيل)، وهي التي لها الحقّ أن تأخذ الدولة اللبنانية من "فوق"، وأن تُدلّ عليها كما يُدلّ البازيّ على صيده، أليست هي التي تأمرُ وتنهى، فتختار رئيساً للجمهورية يُناسبها، وتُدلّ على رئيس الحكومة فتقبل بتعيينه، وتُدل على رئيس المجلس النيابي بتركه مُتربّعاً على كرسيّه، طالما هي راضية عنه، وهي التي تمتلك قرار السلم والحرب، ويدها على الزناد، تُطلقه أو ترفعه ساعة تشاء، فتخوض حروبها الخاصة في لبنان والعالم العربي، وتسمح بأن تترك للجيش اللبناني هامشاً ضيّقاً لِيُجرّب حظوظه في جرود لبنان الشمالية، ويحقّ لها أن "تُفاوض" التكفيريين لإطلاق سراح أسراها، ولا تسمح للجيش بذلك، كما يحقّ لها أن تسمح للدواعش بالإنطلاق من الجرود اللبنانية سالمين غانمين آمنين، وفي حافلاتٍ مُكيّفة بالتنسيق مع نظام بشار الأسد، وهي التي تمتلك جهازاً إعلاميّاً ضخماً، في حين لا يمتلك الجيش سوى بعض التوجيهات والتوضيحات الخجولة، أمّا الشعب اللبناني الصابر فلا يملك في هذه الثلاثية سوى التصفيق والتّهليل عند البعض، والإمتعاض والإذعان عند الغلبة، وتقديم التضحيات بالأنفس والأموال، لتمويل الصفقات ومشاريع الفساد التي تكاد لا تنتهي، بانتظار  الذهب الأسود القادم بعد الترسيم البحري مع العدو الإسرائيلي، بعد أن قُمنا "بفك" رقبته بحول الله وقوته وحزبه.