أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​، عقب جولة تفقدية لأعمال بناء المبنى الجديد لـ"المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" في منطقة ضبيه، إلى "أننا لمسنا في جولة اليوم ان هذه المنارة الثقافية والفنية التي تشيّد على حوض المتوسط يمكن ان تكون جاذبة لكل دول المنطقة، وهذا الامر لم يكن ليتحقق لولا التعاون ببن الحكومتين اللبنانية و​الصين​ية التي تقدمت مشكورة بتكاليف المشروع كاملا"، وأوضح أن "هذا الصرح بإذن الله سيكون رمزا للمنطقة، وحلمنا بات بفضل الصينيين حقيقة وسنكون في افتتاحه عندما تنتهي الاعمال".

ولفت ميقاتي، إلى "أننا لمسنا رغبة عبّر عنها السفير الصيني تشيان تشيجيان، بالتعاون في كل ​الميادين​ لا سيما في مجال ​الطاقة الشمسية​ وتوزيعها على عدة مناطق في لبنان، وعلى مراكز الهاتف وضخ المياه والمستشفيات"، وعبرّ عن أمله في أن "يتوسع التعاون مع شكرنا وتقديرنا للحكومة الصينية".

بدوره، اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال ​محمد وسام المرتضى​، أن "زيارة اليوم للموقع لها رمزيتها الكبيرة جدا، لبنان الرسمي متمثلا بميقاتي ووزير الثقافة ومجلس ادارة المعهد لتوجيه رسالة لجميع اللبنانيين، ولكل من هو معني في هذا البلد ان لبنان مستمر ومستقر على مسيرة حفظ هويته الثقافية والى استعادة دوره الرائد ثقافيًا"، وأردف: "إنها مناسبة، كما أشار ميقاتي، لنلمس العمل الجدي المتفاني الدقيق وبصمت لنرى ثمراته".

وذكر "أنني أنتهزها مناسبة لتوجيه كل الشكر الى دولة الصين ولا سيما ان اليوم يصادف العيد الوطني لدولة الصين الشعبية، وباسمي كوزير للثقافة أوجه كل التحايا لدولة الصين حكومة وشعبًا ولنظيري الصيني بهذه المناسبة، واتقدم منهم بالشكر على كل ما قدموه حتى اليوم في مشروع البناء وما سيقدمونه في تجهيز المبنى".

وتابع المرتضى: "كل لقاء يجمعه والسفير الصيني يبدأ بالكلام عن الكونسرفتوار وينتهي بابداء الرغبة بالتعاون في مشاريع اخرى واستعداد الصين لمساعدة لبنان في كل المجالات. وهنا السؤال هل نحن من يمنع على نفسه الحصول على مقدرات كبيرة باستطاعة الصين ان تقدمها في مختلف المجالات؟".

وأشار إلى "أنني أوضحت لميقاتي ان اول زيارة لي للموقع كانت في شهر 10 من العام 2021 وكان المشروع تحت الارض، واليوم لمست هذا الانجاز في وقت قياسي وهذا يستوقفنا لنسأل ونتأمل جميعا لو دخلت الصين في مجالات حيوية نحن بأمس الحاجة لها (بنية تحتية، صرف صحي، مواصلات،كهرباء) أين كنا أصبحنا اليوم؟".

وردًا على سؤال عن المانع أوضح المرتضى، أنه "بكل بساطة المطلوب اتخاذ القرار والوعي واين مصلحتنا للتعاون وبصمت، لتحصيل حاجتنا ومشاركة أصدقاء لدينا نموذج عنهم هي دولة الصين".

من جانبه، لفت السفير الصيني، إلى أن "هذا المشروع الكبير الوحيد قيد الانشاء في لبنان مدعومًا بتمويل من دولة الصين"، وأضاف أنه "بعد اكتماله ستتحسن ظروف تعليم الموسيقى في لبنان وسيوفر للجمهور اللبناني مكانًا احترافيًا من الدرجة الأولى للاستمتاع بعروض مختلفة، وسيصبح هذا المشروع رمزًا رئيسيًا للصداقة بين الصين ولبنان، وأيضًا نموذجًا ناجحًا للعمل المشترك في بناء حزام الطريق بين البلدين وتعزيز الروابط بين الشعبين".

وعبّر عن اعتقاده ان "شعب لبنان المتسم بالحكمة والاجتهاد قادر على الخروج من الازمة في اسرع وقت ممكن، واعادة دورته الاقتصادية الحيوية وثقافته الغنية المتنوعة. وأثق بان هذا المشروع سيزيد من الف لبنان ليكون لؤلؤة ثقافية ومركز تبادل الحضارات الشرقية والغربية واكثر لمعانا وتألقًا"، وأكد أن "الصين كدولة صديقة للبنان مستعدة لمواصلة تقديم ما في وسعها من دعم وتعاون".