بمعزل عمّا اذا كان تشكيل الحكومة سيسبق انتخاب رئيس الجمهورية ام انّ العكس هو الصحيح، الا انّ الأكيد هو انّ وَهج الاستحقاق الرئاسي بدأ يلفح الساحة السياسية وانّ النقاش حول الأسماء المرشحة لدخول قصر بعبدا يتقدم بـ«الفطرة السياسية» على النقاش المتعلّق بأسماء الوزراء الذين سيدخلون الحكومة المفترضة.

 

 


 

على بُعد أسابيع من بداية المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، يبدو واضحاً انّ اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا يزال من بين متصدري السباق الى بعبدا، من دون أن ينفي ذلك احتمال ان تختلط الأوراق مجددا ويتغيّر ترتيب «العدّاءين» في المسافة الفاصلة عن خط النهاية.

 

 

 

وقد أتى غداء اللقلوق بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحليف فرنجية النائب فريد الخازن ليُطلق عنان المخيلات السياسية، فيما يؤكد المطلعون انّ تضخيماً حصل لدلالات اللقاء، من غير التقليل من أهميته في الوقت نفسه، مع الاشارة الى انّ الخازن زار فرنجية امس الأول في بنشعي وأطلعه على حصيلة اجتماعه بباسيل.

 

 

 

ولعل اكثر المرتاحين الى تحسن علاقة التيار - المردة هو «حزب الله»، لأنّ من شأن ذلك أن يسهل مسعاه، عندما تدق لحظة الحقيقة، للتفاهم مع حليفيه على اسم المرشح الرئاسي.

 

 

 

وغالب الظن، انّ الحزب سيعطي الأولوية لمحاولة انتخاب رئيس متحالف مع المقاومة، قبل أن يبحث في اي سيناريو آخر اذا استعصى الخيار الأول. وبالتالي، فهو بين فرنجية وباسيل سيختار على الارجح من يملك الفرصة الأكبر للوصول، اي من لديه الأفضلية لتأمين النصاب النيابي والفوز بأكثرية الـ65 صوتاً بعد الجلسة الأولى.

 

 

 

ويقول النائب طوني فرنجية لـ«الجمهورية» انه كان هناك تواصل مُسبق بين باسيل والخازن، جرى تفعيله عبر لقائهما المباشر الذي يندرج في سياق كسر ما تبقّى من جليد واستكمال المصالحة التي بدأت مع لقاء فرنجية - باسيل برعاية الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.

 

 

 

ويدعو فرنجية الى وضع اجتماع اللقلوق ضمن إطاره الواقعي، موضحاً انّ الاستحقاق الرئاسي نوقِش خلاله لِماماً، «لكنه لم يكن الطبق الأساسي على مائدة الغداء».

 

 

 

ويلفت الى انّ انعقاد لقاء آخر بين باسيل وفرنجية هو وارد عندما يلزم الأمر، ولم تعد هناك عقدة تحول دون حصوله في اي وقت. ويضيف انّ كل الاحتمالات ممكنة وليست لدينا اي مشكلة على هذا الصعيد.

 

 

 

ويلاحظ فرنجية انّ المناخ العام في هذه المرحلة يؤشّر إلى ان والده متقدم رئاسياً، «والكُثر يتفقون على أنّ اسمه هو من بين الأسماء المطروحة جدياً، لكن من المبكر الذهاب منذ الآن إلى استنتاجات نهائية، إذ اننا لا نزال في مرحلة بلورة الصورة».

 

 

 

ويتابع: صحيح انّ سليمان فرنجية يمثّل في السياسة خطا واضحا، الا ان لديه في الوقت نفسه القدرة على التواصل مع جميع الأفرقاء اللبنانيين والتعاطي معهم بطريقة مَرنة غير منفّرة، «وهذه إحدى عناصر قوته».

 

 

 

ويعتبر فرنجية ان العلاقة مع التيار الحر آخذة في التحسن، «إنما ليس معلوماً بعد الى اين يمكن أن تصل وهل ستُفضي الى تفاهم رئاسي ام لا؟».

 

 

 

ويلفت الى ان التقاطعات الخارجية تسهل تقليدياً انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، «الا انه لا بد في نهاية المطاف من العودة إلى الداخل للحصول على الأكثرية المطلوبة نيابياً لانتخاب الرئيس، ولذلك يجب أن تتحمّل القوى السياسية اللبنانية مسؤوليتها».