من عجائب وغرائب هذا الزمن الرديئ، و"إبداعات" السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله بالأمس، تساؤلاته البريئة( كي لا نقول الساذجة): أين هي الدولة؟ ويستطرد: ألا يجب أن يكون عندنا دولة حتى "نُسلّمها سلاحنا"؟، بلى يا سيد، يجب في مبتدأ الأمر أن يكون عندنا دولة كاملة الأوصاف، هذا مع علم الجميع أنّه كان عندنا دولة، قام حزبكم يا سيد بحزمٍ وعزمٍ على تقويض أساساتها وهدم بُنيانها، بالتكافل والتضامن مع حلفائكم وأذنابكم، والفضل الأكبر يرجع للمدَد الإيراني الذي لا ينضب ولا ينقطع منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، واليوم تُناشد من يا سماحة السيد ليُساعدكم على قيام الدولة اللبنانية من سُباتها العميق؟ علّها تجمع السلاح غير الشرعي وتسترد السيادة، أتُناشد المواطن العاجز الفقير المُعدم، والمُصاب بالدُّوار من تلاطم الأزمات من فوقه وتحته وحوله، هذا المواطن الصابر الغافل يا سيد لم يعُد يحلم بدولة تجمع السلاح، وتستوعب الميليشيات في مؤسساتها وإداراتها كما فعل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ذات يوم، المواطن يحلم اليوم يا سيد بدولة تعمل أفرانها لتأمين الخبز، وتنجح وزارة الطاقة فيها بتأمين الكهرباء والماء، دولة تعمل مستشفياتها بالحدود الدنيا من الكفاءة والملاءة، دولة تفتح مدارسها ولا تُغلق جامعتها الوطنية الوحيدة، دولة تؤمّن فرص العمل لأبنائها وتوقف سيل الهجرة، دولة لا تُهرّب خيراتها عبر الحدود على مرأى ومسمع من أجهزتها الأمنية، دولة لا ينهار نقدها الوطني كلّ يوم، لا بل كلّ ساعة. عندما يتُمّ تأمين هذه المتطلبات الحياتية البديهية للمواطن، عندها سيقول لك هذا المواطن يا سيد: مُباركٌ عليكم يا سيد سلاحكم، لِتهنأ به مع حلفائك الأذناب من المسلمين، وأتباعك من أهل الذمة المسيحيين، هذا السلاح هو الذي بات يقُضّ مضاجع المواطنين، وينام "العدو" في ظلاله هانئاً مُطمئناً.