ردا على مقالة "الطائفة الداهشية أقوى طائفة في لبنان" للكاتب في الموقع الاستاذ علي سبيتي ورد الى لبنان الجديد كتاب موقع من المحاميين  خليل وفارس زعتر ننشره كما ورد . حضرة مدير تحرير موقع "لبنان الجديد" المحترم     بعد التحية،   نشر موقعكم نهار الأحد 22/5/2022، في صفحته الأولى مقالة للسيّد علي سبيتي، بعنوان "الطائفة الداهشية أقوى طائفة في لبنان"، تعرَّض فيها لشخص الدكتور داهش وللداهشية بالقدح والذم والتحقير مشبهاً المنظومة السياسية الفاسدة وأعمالها الدنيئة وأكاذيبها وأخاديعها "بالطائفة الداهشية الأقوى في لبنان". وأمل في نهاية مقاله عودة رئيس كالرئيس بشارة الخوري الذي "طرد الدكتور داهش من لبنان" "كي يطرد داهش اليوم [ويعني به السياسيين الفاسدين] إلى خارج البلاد لوضع حدّ للظواهر الخارقة في كلّ شيء" (مثلما جاء حرفياً في نهاية المقال).   وإننا كداهشيَّيْن كان لنا شرف تمثيل الدكتور داهش بوكالةٍ عامة عنه، وكمواطنَيْن لبنانيَّيْن نتطلع إلى وطنٍ يَسودُه حكم القانون والعدالة والمساواة، بعيداً عن كلّ أشكال الدَّجل والأكاذيب، نطلب من حضرتكم، خدمةً للحقيقة والرَّأي العام، نشرَ الردّ الآتي على مقالة السيّد علي سبيتي:   أولاً:  إنّ السيّد علي سبيتي يجب أن يعلم، إن كان لا يعلم، أنَّ الرئيس بشارة الخوري هوَ الذي أرس مع بطانته أُسُسَ دولة الفساد، وزرع بذوره في كل مرافق الدولة، وسخّر القضاء لمآربه ومآرب أقاربه ومحازبيه المنتفعين؛ وهو الذي أفقر الشعب ورسَّخ التعصّب والطائفيّة، وكان أوَّل رئيس يُطرد من كرسيّ الرئاسة بثورة شعبية عارمة شاملة. بشارة الخوري وعهده الفاسد هو الأب الروحي للطبقة السياسية الفاسدة.   ثانياً: إنَّ الدكتور داهش ورفاقَه من المثقَّفين المرموقين المعروفين بعلمهم وأخلاقهم العالية، كانوا ضحيّة الظلم والتعسّف ودوس أحكام الدستور والقوانين الذي مارسه بشارة الخوري عليهم، كما على سواهم من ضحايا المظالم التي تشكلُ لطخةَ عار أبديّة على عهده. والسيّد علي سبيتي يجب أن يعلم، إن كان لا يعلم، أنَّ مجلس شورى الدولة بالذات، رغم انقياده للسلطة السياسية المتمثلة بالرئيس بشارة الخوري وعهده، لم يستطع إلاّ أن يعلن لا دستوريّة ولا قانونية الإجراءات التي استخدمها بشارة الخوري في عمليّة اضطهاد الدكتور داهش وإخراجه من البلاد لأسباب طائفية وعائلية حقيرة. وقد استعاد الدكتور داهش حقوقه كاملة بعد اعتراف مجلس الوزراء برئاسة الرئيس النظيف الكفّ، الأمير خالد شهاب، وهيئة التشريع والاستشارات برئاسة القاضي الشَّريف الدكتور أنطوان بارود بأن الدكتور داهش كان ضحيّة الظلم.   ثالثاً: إنَّ الدكتور داهش رجلٌ عبقري وهبته العناية الإلهية قوّة روحيّة سامية اجترحتِ الظواهر الخارقة على يديه لغاية واحدة هيَ إثبات وجود الروح وخلودها، والثواب والعقاب وتأكيد التعاليم السماوية التي بشّرت بها الديانات السماوية المنزلة: اليهودية والمسيحية والإسلام. وقد شهد لصحَّة وحقيقة هذه الظواهر الألوف، وصوّرتها الصحف أثناء حدوثها. كما أن الدكتور داهش أديبٌ صاحب مؤلفات عديدة تربو على المئة والخمسين كتاباً في شتى المواضيع، ومؤسّس متحف عالمي للفنون الجميلة في نيويورك. والعقيدة الداهشية التي اعتنقها العديدون الدّاعية إلى العودة إلى ممارسة الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة فكراً وقولاً وعملاً، ونبذ التعصب الديني والعنف، وتقديس الحريّة الفرديّة، وبخاصةٍ حريّة الاعتقاد، لبنان والعالم بأمسّ الحاجة إليها لمواجهة الأفكار التعصبيّة العفنة والتيارات التكفيرية الإلغائية.   رابعاً: لبنان الجديد، الذي نتوق إليه لا يقوم على الاشتراك بجريمة كبرى اقترفها بشارة الخوري، وشاركه فيها أصحاب الأقلام المأجورة التي عَمِلَتْ على تشويه صورة الدكتور داهش، بل يقوم على رفع الظلم، وإدانة الظالم لا الضَّحيّة، والوقوف إلى جانب الحقيقة الناصعة، والحق والعدل، واحترام حريّة الإنسان في الفكر والاعتقاد والتعبير، وبذلك يعود الاعتبار للدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وتبزُغ شمسُ لبنان الجديد. إن الجريمة التي ارتكبت بحق الدكتور داهش وُصِفَتْ في الأربعينات من القرن الماضي بأنها "جريمة القرن العشرين". لذلك، فإن الوصف الذي ينطبق على الطبقة السياسية الفاسدة اليوم هوَ وصف "الطائفة الخوريّة"- نسبة إلى الرئيس بشارة الخوري، لا الطائفة الداهشية. لأن الداهشية عقيدة روحية إصلاحية سامية لم تُفسِد، ولم تشترك بفساد، بل أصلحَتْ وهيَ أَبعد ما يكون عن المادية والمصالح الماديّة التي دمّرت السِّياسة وشوَّهت صفاء وجه الأديان على حدٍّ سواء.                   المحاميان خليل وفارس زعيتر