يبدو أنّ الرئيس نجيب ميقاتي لن يستقيل، حتى لو خرجت نفس اللبنانيين نفساً نفساً، فهم بانتظار لمّ شمل الحكومة لن يجدوا شيئاً يُؤكل في خزائن الدولة اللبنانية المتهالكة.
 

أولاً: الرئيس ميقاتي وحزب الله.


إذا كانت كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون "مقبولة" لدى حزب الله، فكلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالأمس جاءت "ممتازة" لديه، فرئيس الحكومة لم يرَ في حزب الله(رأس الحربة في تيار المقاومة والممانعة) سوى حزب لبناني، شأنه شأن بقية الأحزاب السياسية اللبنانية، الرئيس ميقاتي لم يسمع بعشرات الآلاف من الصواريخ التي يمتلكها الحزب( بما فيها الصواريخ الدقيقة)، أمّا المائة ألف مقاتل المُجهّزين بكامل العتاد، وتكفيهم إشارة من إصبع سماحة السيد نصرالله للجهاد، فيمكن غضّ النظر مؤقتاً عنها بانتظار جلسة الحوار الوطني اللبناني التي سيعقدها الرئيس عون للبحث في الإستراتيجية الدفاعية الموعودة، أمّا عرقلة اجتماعات مجلس الوزراء بانتظار "قبع" القاضي طارق البيطار، فيمكن معالجتها بالتّريّث والعقلنة والسهر على مصالح البلاد، واعتماد اللغة العربية الفصحى، التي كان يفتقدها سلفُه الرئيس سعد الحريري، إذ أنّ التّسرّع في دعوة مجلس الوزراء للإجتماع دون رضى الثنائية الشيعية قد يؤدي، حسب تعبير ميقاتي إلى "أمورٍ لا تُحمدُ عُقباها".

 


ثانياً: الرئيس ميقاتي والصحابي سعد بن أبي وقاص...


في سيرة الصحابي سعد بن أبي وقاص كما ذكرها بنفسه: كُنت رجلاً برّاً بأُمّي، فلما أسلمتُ، قالت: يا سعد، ما هذا الذي أراك قد أحدثتَ، لتدعنّ دينك هذا، أو لا آكُلُ ولا أشرب حتى أموت، فتُعيّر بي، فيُقال: يا قاتلَ أُمّه، فقلتُ:" لا تفعلي يا أمّاه، فإنّي لا أدع دِيني هذا لشيئ، فمكثَت يوماً وليلة لم تأكل، فأصبحت قد جهدَت، فمكثت يوماً آخر وليلةً أخرى لم تأكل، فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوماً وليلة أخرى لا تأكل، فأصبحت قد اشتدّ جهدها، فلما رأيتُ ذلك، قلتُ: يا أماه، تعلمين والله، لو كانت لكِ مائة نفسٍ، فخرجت نفساً نفساً، ما تركتُ دِيني هذا لشيئ، فإن شئتِ فكُلي، وإن شئتِ لا تأكلي، فأكلت.

 


يبدو أنّ الرئيس نجيب ميقاتي لن يستقيل، حتى لو خرجت نفس اللبنانيين نفساً نفساً، فهم بانتظار لمّ شمل الحكومة لن يجدوا شيئاً يُؤكل في خزائن الدولة اللبنانية المتهالكة.