في أخبار رئاسة الجمهورية اللبنانية، استقبل فخامة الرئيس عون وفد " المجلس الوطني للتّجمّع من أجل لبنان في فرنسا"، وتحدّث باسم الوفد الدكتور إيلي حداد، الذي أكّد محافظة التّجمع على روح "النضال والعمل"، مع التّأكيد على الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية للوصول إلى "برّ الأمان"، هكذا، وكما سمعنا وسمعتم، وقرأنا وقرأتم أيها اللبنانيون، تجمُّع غير معروف" قرعة أبيه" من أين، يأتينا قادماً من باريس( عاصمة النور والحضارة والرفاهية)، ليطلُب من اللبنانيين الصابرين الذين لم يستفيقوا بعد من هول تفجير مرفأ بيروت النووي في الرابع من شهر آب العام الماضي، حتى داهمتهم جريمة تفجير خزان الوقود في بلدة التّليل العكارية، ويتحدث باسم هذا التجمع "دكتور" مغمور لم يسمع باسمه أحد قبل اليوم، ليؤكد وقوفه إلى جانب رئيس الجمهورية للوصول إلى برّ الأمان.

 


الظاهر أنّ وفد التجمع، والذي تبدو على أعضائه إمارات الرفاه والأناقة وسِعة العيش، لم يمّرّ في طريقه إلى قصر بعبدا على محطات الوقود، المزدحمة بالمواطنين والمواطنات المُتلهّفين على الحصول على بضع ليتراتٍ من البنزين والمازوت، ولم يعرج الوفد على مستشفى الجعيتاوي، حيث يرقد المصابون بالحروق جراء انفجار التليل، ولم يُصادف مرور الوفد أمام أحد الأفران لِيُعاين جموع اللبنانيين، وهم يتلهّفون للحصول على بضعة ارغفة تسُدّ جوع الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، القابعين في البيوت، وأعضاء الوفد يحملون بالطبع في جيوبهم وأرصدتهم الدولارات "الطازجة"، أي(fresh money)، التي تقهر الليرة اللبنانية المتهالكة الذّليلة، وفي نهاية اللقاء لا بُدّ من صورة تذكارية مُباركة مع فخامة الرئيس الذي يعمل ليل نهار على قيادة سفينة الوطن المشرفة على الغرق إلى برّ الأمان.

 

 

إقرأ أيضا : من التّليل إلى مرفأ بيروت، مجازر تتوالى، وعون قابعٌ في كُرسيّه.

 

 


ما علينا! المهم أنّ الرئيس طمأن الوفد أنّه ثابتٌ صامدٌ في وجه الرياح العاتية والأعاصير التكفيرية، لا يهُزّهُ شيء، وزيادةً في الإطمئنان بشّر الرئيس الوفد، كما بشّر سائر المواطنين، بأنّ الحكومة الجديدة باتت في متناول اليد، وقريباً ستبصر النور، وعلّل يعض اللبنانيين النفس بالآمال ترقبها( وما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ)، إذ بهم يُفاجئون بالعشيّة، بعد لقاء عون-ميقاتي، بأنّ عُقدَ تأليف الحكومة الجديدة ما زالت على حالها، والرئيس عون مُصمّمٌ على استعمال صلاحياته( والتي يتباكى على ضياعها)، وهي باتت محصورة كما يعلم القاصي والداني بأنّها موضوعة ومحصورة في خدمة صهره الوزير جبران باسيل، وما تبقّى من تياره "الحُرّ".

 


اطمئنّوا أيها اللبنانيون الشرفاء المقهورين: لن يستقيل رئيسكم قبل الإطمئنان على وضع صهره السياسي في المستقبل القريب أو البعيد، أو الذهاب إلى جهنم "الموعودة" وبئس المصير.