عندنا في لبنان فقط، في بلد العجائب، ما أن يدخل المرءُ، أو المرأة الندوة البرلمانية، أو نادي الرؤساء( رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة) حتى يُصبِح في حصنٍ حصين، والحِصنُ كما ورد في لسان العرب: كلُّ موضعٍ حصينٍ لا يوصلُ إلى ما في جوفه، حتى تصبح يدُ العدالة قاصرةً عن أن تطاله، والنائب يمكن نعتُه بنائبٍ حَصان، كما يُقال: امرأةٌ حَصان، أي عفيفة بيّنةُ الحصانة والحصن، وحصنها زوجها، والنائبُ حَصان لأنّه عفيف، لا يجوز المسّ بسمعته، أو إلحاق أدنى شائبة بشخصه ومكانته، وحصنه هو المجلس النيابي، لكن هاهنا مفارقة غريبة وطريفة، إذ أنّ الإسلام أباح لمن يملكون السّبي من النساء وطئهن، لأنّ السِّباء أحلّهنّ من عصمة أزواجهن، وعليه أيها اللبنانيون الشرفاء المقهورين المعذّبين، وخاصةً الذين أدمت قلوبهم جريمة العصر، جريمة تفجير مرفأ بيروت النووي في الرابع من شهر آب العام الماضي، لا بُدّ لكم من سبي نُوّابكم ورؤسائكم، حتى يمكن لكم وطئهم "بالنِعال"، ومحاسبتهم وسَوْقهم صاغرين أمام محراب العدالة، ورميهم بعد ذلك مدحورين مخذولين وراء قضبان السجون.

 

 

إقرأ أيضا : حال نزار قباني وحالُ اللبنانيين..كلّ الدروب مسدودة.

 

 

 

قال الشاعر:

تولّت بهجةُ الدنيا 

فكلّ جديدها خَلَقُ

وخان الناسُ كلُّهُمُ

فما أدري بمن أثقُ

رأيتُ معالم الخيرا

تِ سُدّت دونها الطُّرُقُ

فلا حسبٌ ولا أدبٌ
ولا دِينٌ ولا خُلُقُ.