أعطت وزارة الصحة الفرنسية الضوء الأخضر لبيع اختبارات كورونا الذاتية "في الصيدليات فقط" بدءا من يوم الاثنين 12 نيسان 2021. وعليه، ستسلّم 700 ألف وحدة إلى الصيدليات و1.5 مليون هذا الأسبوع، مقابل 6 يوروهات (نحو 7.2 دولارات)، فكيف تُستخدم؟ وما مدى فعاليتها؟


وبحسب ما شرحه الصيدلاني كريستوف أدنيس فإنه "تؤخذ مسحة للأنف، ثم توضع المسحة في كاشف، فإذا ظهر خطان فهذا يعني أن الاختبار إيجابي، وفي هذه الحالة على الشخص القيام بالتشخيص لتأكيد الإصابة أو نفيها".

 


ومع كل عملية بيع للاختبارات الذاتية، على الصيادلة تقديم نصائح للأداء الصحيح لعينة الأنف والاختبار وشرح الإجراءات الواجب اتخاذها إذا كانت النتيجة إيجابية.

ويضيف أدنيس أن الصيادلة يتمتعون بثقة الناس أكثر من المحالّ التجارية لذلك يصرح ببيع الاختبارات في الصيدليات فقط. واليوم، تقع على عاتق الأشخاص مسؤولية إعلان إصابتهم للمساعدة على اكتشاف متغيرات "كوفيد-19".

 

ولا ينبغي إجراء اختبار ذاتي إذا كان الشخص لديه أعراض أو اتصال مع مصاب بالفيروس، لأنه في هذه الحالة من الضروري إجراء اختبار فحص "تفاعل البوليميراز المتسلسل" "بي سي آر" (Polymerase chain reaction) (PCR)، أو اختبار فحوص الأجسام المضادة (Antigen-Tests) بسرعة. وإذا كان الاختبار الذاتي إيجابيا، فيجب أن يعزل الشخص نفسه على الفور ويتجنب أي اتصال مباشر مع الآخرين.

 
 

وتوصي وزارة الصحة بالاستخدام المتكرر لهذه الاختبارات الذاتية، مرة أو مرتين في الأسبوع للأشخاص فوق 15 عاما الذين لا يعانون أي أعراض، لأنه بتكرار الاختبار الذاتي سيسهل رصد المرض في بدايته، خاصة لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض بسهولة.

ويقول الطبيب المتخصص في الطب العام، الدكتور لتحي شرقي لوان "ليس لدينا حتى الآن معلومات عن فعالية الاختبارات من الناحية العلمية، ولا يمكننا تقديم نصائح طبية للمرضى بشأن ذلك، ومع الأسف لا نزال ننتظر المعلومات التي تعلنها الحكومة في كل مرة".

ورحب الصيادلة بهذه الخطوة إلا أنهم تساءلوا عن كيفية متابعة الوباء إذا أصبح السكان يقومون بالاختبارات بأنفسهم بدل الذهاب إلى الصيدليات أو المختبرات، وفق بيان صحفي نشره المجلس الوطني لنقابة الصيادلة.

ويقول جيل بونيفوند، رئيس اتحاد نقابات الصيادلة (USPO)، إن وكالة الأدوية وافقت على 6 مصانع فقط (4 صينية و2 فرنسيان)، وهذا يعني أن بيع الاختبارات وتوزيعها قد يحتاج إلى وقت أطول.

وفي حوار خاص، يتهم عالم الأوبئة مارتن بلاشير، وزير الصحة أوليفييه فيران بمنع بيع الاختبارات الذاتية مبكرا، ويقول إن "كل الإجراءات التي من المفترض أن تتبعها الشركات لم تكن مدروسة كما يجب، وحتى الأسعار لم يتم التفاوض عليها إذ كان من الممكن أن تكون أرخص، لأن وزير الصحة اتخذ القرار بشكل سريع في منتصف آذار الماضي. ومن ثم، كان على الموزعين تصنيع كل شيء في أسبوعين".


ويضيف عالم الأوبئة "أعتقد أن الرئيس إيمانويل ماكرون كان الورقة الضاغطة على وزارة الصحة لتسريع اعتماد الاختبارات الذاتية، فقد فهم أخيرا أن وزيره تائه ويحول دون تنفيذ هذا الأمر بالطريقة والوقت المطلوبين".

ومن بين سلبيات الاختبار الذاتي:

-صعوبة أخذ العينة.
-تعذر ضمان متابعة الحالة إذا كانت النتيجة إيجابية.
-أغلب الصيدليات في فرنسا لم تحصل بعد على هذه الاختبارات لبيعها، خاصة أن الأولوية تعطى للمدارس، والعاملين في دور المسنين.


 
وذكرت بعض الصيدليات التي تواصلت معها "الجزيرة" أن الاختبارات التي حصلوا عليها لم تتجاوز 10 وبيعت جميعها في أقل من ساعة، كما أخبرهم الموزعون بضرورة الانتظار للحصول على الطلبيات الجديدة لأنهم لم يتلقوا بعد الموافقة من الحكومة.