تم إحراز تقدم كبير في مجال اللقاحات بالنسبة لفيروس كورونا المستجد، إلا أن العلاجات ما زالت في أبكر مراحلها.

 

فقد أعلن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون في مؤتمر داونينغ ستريت مساء أمس الثلاثاء، عن إنشاء "فرقة عمل جديدة للأدوية المضادة للفيروسات"، في هدف يسعى وراءه العلماء في جميع أنحاء العالم، ألا وهو الوصول لمضاد فيروسات فعال يقضي على الجائحة، تماماً كما تفعل المضادات الحيوية مع العدوى البكتيرية.

 

عقار ريمديسيفير.. لم يفِ بوعده

هذه لم تكن أول مبادرة، فخلال أشهر الأزمة الماضية، كان عقار ريمديسيفير مضاد الفيروسات الذي تم تطويره لأول مرة من أجل علاج التهاب الكبد C ، أحد الآمال المبكرة إلا أنه لم يفِ بوعده، حيث تم استخدامه في أوروربا فقط لقلة قليلة من مرضى المستشفيات ولم يشكل تحويلاً مهماً في مسار الوباء أبداً.

 

والسبب في ذلك يعود لصعوبة تعميم عمل مضادات الفيروسات على جميع الأنواع كما حول حال البكتيريا، لأن الفيروسات فعالة جداً وتتكاثر بشكل كبير، وإذا ما صممت دواءً لقتلها، فإنك تخاطر بإتلاف الخلايا السليمة في نفس الوقت، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة "التليغراف البريطانية".


 
أما النافذة التي يمكنك من خلالها مهاجمة الفيروس الغازي فهي ضيقة أيضاً، فهو لا يميل إلى أن يكون الفيروس نفسه هو الذي يسبب معظم الضرر بل يترك الأمر لسرعة استجابة الجسم لوجوده، وبمجرد أن يبدأ الأخير بالانتقام، يكون قد فات الأوان.

 

الأمل موجود.. أدوية واعدة

ومع ذلك، فإن الأمل موجود وأسبابه مبررة، حيث يمتلك العديد من شركات الأدوية العملاقة في العالم مضادات فيروسات عالية التقنية في مراحل مختلفة من التطوير، وبعضها تم إعادة استخدامه، وواحد على الأقل مصمم خصيصا لمحاربة Sars-CoV-2.

 

وهناك أيضا عدد من العلاجات الحالية المضادة للميكروبات التي يعتقد بعض العلماء أنه يجب استخدامها على نطاق أوسع في المراحل المبكرة جداً من العدوى.


 
 

أما على صعيد التكنولوجيا المتقدمة، فتختبر شركة "ميرك" مضاد فيروسات واسع الطيف يسمى "مولنوبيرافير"، تم تطويره لأول مرة من أجل مكافحة الإنفلونزا، وقد ثبت أنه يعمل عن طريق الفم في الهامستر والقوارض، مما يقلل من الحمل الفيروسي في الجهاز التنفسي العلوي والرئتين عند تناوله منذ بداية الإصابة.

 

كما من المتوقع ظهور نتائج أولية من 3000 تجربة بشرية قوية تمت في الأسابيع القليلة المقبلة.

 

آخر من اليابان

التالي هو فافيبيرافير، وهو مضاد للفيروسات تمت الموافقة عليه لأول مرة للاستخدام الطبي في اليابان في عام 2014 لعلاج عدوى فيروس الإنفلونزا الوبائية.

 

وتم ترخيصه بالفعل لعلاج كورونا في الهند، حيث أعطى نتائج واعدة عبر الدراسات السريرية في الصين وروسيا واليابان، وهو اليوم قيد تجارب أخرى تجري في دول من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

فايزر أيضاً على خط الأزمة

 

ربما الأكثر إثارة كان مستحضر PF-07321332 من Pfizer، وهو مضاد فيروسات مصمم خصيصا لمحاربة Sars-Cov-2، إلا أنه فقط في المراحل الأولى من الاختبار البشري، وقيل إنه يستهدف إنزيماً شائعاً لجميع فيروسات كورونا، لذلك إذا نجح يمكن استخدامه بعدكورونا لمحاربة نزلات البرد حتى.

 

يشار إلى أن هناك اليوم مجموعة كبيرة من المنتجات الحالية بما في ذلك غسول الفم المضاد للميكروبات، وأقراص الاستحلاب، وبخاخات الأنف، إلا أنه على عكس الأدوية المضادة للفيروسات الفعالة، فإن هذه المنتجات لن تقاوم الفيروس إذا وصل إلى رئتيك لكنها قد تساعد في منعه من التقدم هناك في المقام الأول.