أولا: عبدالملك الحوثي وخراب اليمن السعيد...


في شهر نيسان من عام ٢٠١٥، أي قبل ستّ سنوات من اليوم، وجّه الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح (رئيس الجامعة اليمنية سابقاً) رسالة خاصة إلى السيد عبدالملك الحوثي، مُناشداً إياه تسليم السلاح، وتجنيب اليمن حرباً طاحنة، وجاءت هذه الرسالة على أبواب المحادثات اليمنية في الكويت، ومُذكّراً إياه بأنّ تدخّل الخارج لا يأتي بخير، بل يُسبّب الكوارث والشرور، ويُلفت نظره إلى أنّ أبناء مأرب وتعز وعدن ليسوا دواعش ولا تكفيريّين، ولا صهاينة ولا أميركيّين، ويُخاطبهُ بالقول: ألم تسأل نفسك لماذا تركوك تجتاح صنعاء بكاملها( يقصد السعودية وأميركا والتحالف)، وما هي الأهداف من وراء ذلك يا سيد حوثي؟ لم تنتصر بالملائكة ولا جبرائيل قاتل معك، إنّما هي خيانات الشياطين وعيال (أبناء) الحرام، وتذكّر دائماً بأنّ الطُّغاة يجلبون الغُزاة. لم يستجب يومها السيد عبدالملك الحوثي لنداء المقالح، وحلّ الخراب والدمار والإنهيارات الشاملة في أرجاء اليمن "السعيد".

 

 

إقرأ أيضا : بستان فخامة الرئيس المفقود، والبقرة التي هزلت وجفّ ضرعها.

 


ثانياً: السيد حسن نصرالله ودمار لبنان الكبير...


خرج حزب الله من حربه ضد إسرائيل في تموز عام ٢٠٠٦ بما اعتقد أنّه نصرٌ مُبين على آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية، وكان اللافت في حينه، مُباركة الزعيم وليد جنبلاط للسيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله هذا الإنتصار سائلاً: لمن ستُهدي هذا الإنتصار ياسيد؟ مُتمنّياً أن يُقدّم للبنان، إلاّ أنّ الأحداث التي تلت تلك الحرب كذّبت الظنون والأماني، فتمّ حصار السراي الحكومي ووسط بيروت لأكثر من سنة ونصف، ومن ثمّ وقع اجتياح بيروت عام ٢٠٠٨، وفُرض اتفاق الدوحة الذي سمح بانتخاب ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية وتعيين سعد الحريري رئيساً للحكومة، التي سقطت بانسحاب ثلث أعضائها عام ٢٠١١، وبعد ذلك فرض حزب الله انتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية رغم أنف الجميع، وهكذا سقط البلد برُمّته في قبضة حزب الله وشريكه المطواع الرئيس ميشال عون، يُساعدهُ المُنفّذ جبران باسيل، وهذا ما أدّى إلى الإنهيارات المأساوية على كافة المستويات السياسية والأمنية والإجتماعية والاقتصادية والإدارية والمالية، والبلد في طريقه إلى الزوال طالما هو في قبضة الثنائي الشيعي-عون، وهذا يقودنا إلى سؤالٍ مؤرق مُوجّه للسيد حسن نصرالله، شبيهٍ بسؤال الشاعر المقالح للسيد عبدالملك الحوثي: ألم تسأل نفسك لماذا تركوك يا سيد حسن( أي الأمبريالية الأميركية مع العدو الصهيوني) تستبيح لبنان لينتهي هذه النهاية المأساوية، ألم تسأل نفسك لماذا تركوك تجتاز الحدود الشمالية مع سوريا بأرتالٍ عسكرية ذهاباً وإياباً لسنين عديدة، دون اعتراضٍ ولو بتصريح أو لومٍ أو تنبيه، وبما أنّ سماحتكم تتّهمون الأمبريالية الأميركية مع العدو الصهيوني بما لا يُحصى من الجرائم والإعتداءات، فلماذا تُعفِهم هذه المرّة من تُهمةٍ ثابتة بجُرمٍ فاضح، لماذا سمحوا لكم ولتابِعكم الرئيس ميشال عون ووزيره باسيل بتدمير وطنٍ، وتجويع أبنائه وترويعهم وتهجيرهم وتهديد وجودهم، ليصحّ القول: الطُغاة يجلبون الغُزاة.