أأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استعداده الكامل "لتسهيل تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين لبنان والعراق"، معرباً عن امله في "التوصل الى سوق مشتركة بين دول المشرق العربي"، الذي لطالما سعى الى تحقيقها سابقا قبل الحروب التي شهدتها دول المنطقة. وكشف انه سيعاود درس إمكانية طرح مبادرته ذات الصلة من جديد.

واعرب عون خلال استقباله وزير الصحة والبيئة في جمهورية العراق الدكتور حسن التميمي على رأس وفد عن تقديره عاليا لـ"جهود الحكومة العراقية وموافقتها على طلب لبنان تزويده بالنفط الخام مقابل الخدمات الطبية"، معرباً عن امله في "ان يكون التعاون الاقتصادي الإنساني بين وزارتي الصحة اللبنانية والنفط العراقية، بداية لتعاون طويل الأمد يفعل في المستقبل القريب لما فيه مصلحة البلدين".


 
 

في بداية اللقاء الذي تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين لبنان والعراق، بالإضافة الى التحضير لاتفاقية تزويد لبنان بالنفط الخام مقابل الخدمات الطبية والصحية، تحدث الوزير التميمي، فشكر الرئيس عون على استقباله الوفد، ونقل اليه "تحيات كل من رئيسي الجمهورية العراقي برهم صالح ومجلس الوزراء مصطفى الكاظمي"، لافتا الى ان زيارته والوفد "تهدف الى دعم الشعب اللبناني في مواجهة جائحة كورونا وجهود وزارة الصحة، بالإضافة الى مناقشة الملفات التي تساند جهود وزارتي الصحة للنهوض بالواقع الصحي في البلدين، والقضاء على هذه الجائحة، وبعض الاتفاقيات التي وقعت عليها الوزارتان وسبل تفعيلها".

واعرب عن سعادته لـ"تأطير العلاقة في الجانب الصحي مع لبنان"، متمنيا "ان تكون هناك اتفاقيات أخرى واعدة في هذا المجال في ظل التعاون القائم"، لافتا الى ان "تواجد اللبنانيين في العراق كبير وهناك فرق طبية لبنانية في القطاعين العام والخاص والكثير من العمالة اللبنانية في مجالات النفط والسياحة والفندقة".

 

وقال: "ان الحكومة العراقية مهتمة جدا باشقائنا في لبنان، فبعيدا عن الحالة الإنسانية، لبنان والعراق بلدان شقيقان، والشعب اللبناني تعرض لحالة طارئة بعد انفجار المرفأ التي اثرت بشكل كبير على الاقتصاد العراقي. وكذلك، فان الظروف متشابهة بين البلدين ما يقرب في وجهات النظر ويشعر الشعبين بعضهم ببعض"، وأكد تطلعه "لزيارة وزير الصحة اللبناني للعراق لتطبيق الاتفاقيات الثنائية".

 

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، متمنيا له التوفيق في زيارته، معربا عن شكره "للعراق حكومة وشعبا لتضامنه مع لبنان وتقديم المساعدة له مرارا بعد انفجار مرفأ بيروت، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها"، متمنيا نقل تحياته الى "الرئيسين صالح والكاظمي والقيادة العراقية".

 

ونوه رئيس الجمهورية بـ"علاقة الاخوة والصداقة بين لبنان والعراق وشعبيهما"، لافتا الى "أواصر القربى بينهما والتي تمتد عبر التاريخ"، متمنيا ان "تكون زيارة الوفد الهادفة الى تعزيز التعاون الاقتصادي الإنساني بين وزارتي الصحة اللبنانية والنفط العراقية، بداية لتعاون طويل الأمد يفعل في المستقبل القريب"، لافتا الى المحادثات التي اجراها مع المسؤولين العراقيين "خلال الزيارة الرئاسية الى العراق"، معتبرا ان "التعاون الحاصل هو ثمرة تلك المحادثات".


 

واكد عون استعداده الكامل "لتسهيل تطبيق الاتفاقيات بين البلدين"، معربا عن امله في "التوصل الى سوق مشتركة بين دول المشرق الذي لطالما سعى الى تحقيقها سابقا قبل التطورات والحروب التي شهدتها دول المنطقة"، كاشفا انه سيعاود "درس إمكانية طرح هذه المبادرة من جديد"، متمنيا على الوزير العراقي "طرحها على القيادة العراقية".


 
 

وهنأ عون العراق وشعبه على "نجاح الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس الشهر الماضي للعراق"، معتبرا انها "انتصار لمبادىء الحفاظ على التنوع الديني والطائفي والثقافي والتعددي في المنطقة"، معربا عن تقديره عاليا "لجهود الحكومة العراقية وموافقتها على طلب لبنان تزويده بالنفط الخام مقابل الخدمات الطبية اللبنانية"، معربا عن امله في "ان تساهم الاتفاقية الصحية التي اقر مجلس النواب أخيرا قانونا يرمي الى ابرام المعاهدة ذات الصلة في تعزيز التعاون بين البلدين".

 

وامل عون في ان "يكون هناك تعاون بين لبنان والعراق في جامعة الدول العربية والمحافل الدولية في سبيل تشجيع العودة الامنة للنازحين السوريين الى ارضهم".

 

ثم صرح الوزير التميمي، فقال: "تشرفنا اليوم بلقاء فخامة الرئيس عون في قصر بعبدا ونقلنا تحيات فخامة الرئيس العراقي ودولة الرئيس الكاظمي والحكومة العراقية والشعب العراقي الى شعب لبنان الشقيق. ان هذه الزيارة كانت لاسناد جهود وزارة الصحة اللبنانية لمجابهة جائة كورونا وكذلك لدعم جهودها من خلال تقديم مساعدات وأجهزة طبية تساهم في تقليل تأثيرات الجائحة على الشعب اللبناني الشقيق. وتمت مناقشة الاتفاقية العراقية -اللبنانية الموقعة بين وزارتي الصحة العراقية واللبنانية في اطار الاتفاقيات المشتركة لدعم القطاعين الطبيين العراقي واللبناني وتبادل الخبرات الطبية، وذلك اولا لمواجهة الجائحة وثانيا في مجال توفير الدعم الكامل للوزارتين من خلال الخبرات المتواجدة في البلدين، واتفاقية الاطار المشتركة التي اكد عليها فخامة رئيس الجمهورية والتي يجب ان تدخل حيز التنفيذ. وهناك توجه حكومي عراقي لدعم الاخوة في لبنان في جميع الاتجاهات ومنها في مجال التعاون الصحي الكبير".

 

أضاف: "اتفقنا مع معالي الوزير على تشكيل فريق عمل مشترك بدأ العمل منذ الان على مستوى الخبراء لتطبيق هذه الاتفاقية، لا سيما في مجال الاستفادة من خبرة الاخوة اللبنانيين في إدارة المستشفيات وفي الدعم اللوجستي في أمور الخدمات التمريضية والطبية".

 

وتابع: "لدينا تعامل سابق مع المستشفيات اللبنانية وتبادل عمل مشترك. وقد اكد اليوم رئيس الجمهورية على ضرورة تفعيل هذه الاتفاقيات بشكل كبير، كما اثنى على دعم العراق والحكومة العراقية قيادة وشعبا للشعب اللبناني. وان شاء الله ستكون هناك خلال اليومين المقبلين، حركة من قبل وزارتي الصحة العراقية واللبنانية للبدء في تطبيق هذه الاتفاقية، لا سيما وان العراق يشهد اليوم حركة عمرانية في مجال البنى التحتية للقطاع الصحي من خلال استحداث العشرات من المدن الطبية التي ستدخل الى الخدمة".


 
 

وختم التميمي شاكرا "الجمهورية اللبنانية حكومة وشعبا، ورئيس الجمهورية على حفاوة الاستقبال والملاحظات القيمة التي ابداها خلال الاجتماع، ووزير الصحة وقيادة الوزارة والشعب اللبناني، وان شاء الله ستشهد الأيام المقبلة تعاونا كبيرا في المجال الصحي بين البلدين".