لفت سفير ​النمسا​ في ​لبنان​ رينيه أمري، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، في الصرح البطريركي في ​بكركي​، في زيارة تعارف بعد تولّيه مهامه الجديدة في لبنان، إلى "أنّنا تحدّثنا عن العلاقة بين البلدين، فلبنان والنمسا تجمّعهما علاقات تاريخيّة وتقارب خاصّة بين كاثوليك النمسا و​الشعب اللبناني​".


وأشار إلى "أنّنا تحدّثنا أيضًا عن الأوضاع المحليّة والإقليميّة، وعن مبدأ الحياد الناشط الّذي طرحه البطريرك الراعي، والّذي عاشته النمسا بعد الحرب العالمية الثانية وتعيشه اليوم، والّذي كان ضرورة نظرًا لموقعها الجغرافي، وشرح لي صاحب البطريرك كيف أنّ الحياد هو جزء من تركيبة لبنان وهويّته". وأوضح أنّ "الموضوع الثاني الّذي تطرّقت إليه مع الراعي هو موضوع ​الدولة المدنية​، الّتي تشكّل أيضًا جزءًا من هويّة لبنان، دون أن ننسى دور الكنيسة الّذي تعرفه النمسا، وهو إيصال صوت الناس والسعي لمستقبل أفضل لأبنائها".

 

والتقى الراعي نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانيّة المقيمة في لبنان، نجاة رشدي، وجرى عرض للأوضاع الإنسانيّة في لبنان من خلال عمل منظّمات ​الأمم المتحدة​. وتمنّت رشدي "الإسراع في تشكيل حكومة لبنانيّة، للمباشرة في الإصلاحات لما فيه خير لبنان".

 

كما استقبل رئيس ​الرابطة المارونية​ في لبنان، النائب السابق ​نعمة الله أبي نصر​، الّذي أطلع البطريرك على نشاطات الرابطة الإنسانيّة والاجتماعيّة المرتقبة في فترة الأعياد المجيدة، كما جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان.

ومن زوار الصرح، النائب البطريركي على منطقة ​جونية​ المطران نبيل عنداري، مع جاك كلاسي والأب ايليا بشارة، ووفد من قدامى الإكليريكيّين.

 

وكان البطريرك الراعي قد استقبل يوم أمس الباحث الجيوستراتيجي الدكتور نبيل خليفة، حيث جرى عرض لمحاور كتابه الصادر عام 1984 "لبنان والخيار الرابع الحياد أو التحييد"، الّذي طرح ونظّم فكرة الحياد والتحييد. وكان تشديد على "ضرورة تحييد لبنان الّذي يجب أن يُفرض من دول العالم، لما يمثّله هذا البلد من قِيم إنسانيّة وملتقى للحوار بين جميع الأديان".

 

إلى ذلك، استقبل المحامي ​أنطوان صفير​، الّذي أكّد "ضرورة المضي بمبدأ الحياد الناشط والايجابي، الّذي يُعتبر في غاية الأهميّة للبنان والشعب اللبناني"، كما عرض مع الراعي للمواضيع والأزمات السياسيّة وأُطرها الدستوريّة والقانونيّة.