في وقت يترقب فيه العالم نتائج السباق إلى البيت الأبيض، تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن إمكانية استفادة إيران وتركيا وغيرهما من حالة الحيرة التي تحكم فترة ما بعد الانتخابات الأميركية، وتحديداً حتى 20 كانون الثاني؛ اليوم الذي يؤدي فيه المرشح الفائز قسم الرئاسة.


ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أنّ وسائل الإعلام الإيرانية والتركية تتبع مقاربة "الانتظار والترقب" في تعاطيها مع الانتخابات الأميركية، مشيرةً إلى أنّ الأصوات الصاخبة المعتادة التزمت الهدوء منذ أيام "تماماً مثل بقية العالم الذي يتساءل عما قد يحدث".
في ما يتعلق بتركيا، قالت الصحيفة إنّها اكتفت هذا الأسبوع بالتلميح إلى أزمات جديدة، حيث ينشط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أرمينيا وسوريا والعراق ومصر وقبرص والاحتلال الإسرائيلي وبلدان أخرى.

 

أمّا بالنسبة إلى إيران، فقالت الصحيفة إنّها عمدت إلى تسليط الضوء على صواريخها الباليستية، كما أرسلت وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى جولة في أميركا الجنوبية، بدأها اليوم في فنزويلا.

وتابعت الصحيفة بالقول إنّ فنزويلا مقربة من تركيا وإيران، مضيفة: "مثل حماس التي تحظى بدعم أنقرة وطهران". وعلّقت بالقول: "يمنح هذا الواقع النظاميْن فرصة لإثارة المشاكل بالتزامن مع الحيرة التي تعكّر الأجواء في واشنطن بعد الانتخابات"، مضيفةً: "ما من دليل بعد يشير إلى أنّ إيران أو تركيا ستستغل نتيجة الانتخابات".

 

وفي قراءتها، عزت الصحيفة قلق إيران وتركيا إلى محاولة أنقرة الجاهدة إلى الضغط على إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، حيث كان يدعو البيت الأبيض بشكل متكرر ليعطي الأوامر لواشنطن لمغادرة سوريا. وتابعت الصحيفة: "قد لا تلقى كافة المطالب التركية آذاناً صاغية بل قد تؤدي إلى غضب ترامب إذا ما شعر بالخيانة". وتابعت الصحيفة بالقول إنّ أردوغان يدرس خطواته اللاحقة، بعدما هاجم فريقه المرشح الديمقراطي جو بايدن والديمقراطيين.

 

على مستوى إيران، قالت الصحيفة الإسرائيلية إنّها "تفكّر عكس تركيا"، ففي حين تبدي أنقرة قلقاً من غضب ترامب في حال شعر بالخيانة عقب تحرّك تركي جديد في مواجهة اليونان أو سوريا أو الاحتلال، "تأمل إيران في أن تبدو وكأنّها تلعب دور "الشرطي الطيب" على مر الأشهر القليلة المقبلة"، في حال كان بايدن على وشك تولي القيادة.

 

وكتبت الصحيفة تقول إنّ إيران تريد أن تطمئن إدارة بايدن لجهة أنّها مسؤولة وأن تظهر أنها عانت في ظل عقوبات ترامب. وأضافت: "من شأن أي هجمات إيرانية مجنونة تستهدف القوات الأميركية في العراق أو إسرائيل مباشرة على سبيل المثال أن تضر بفرصها لجهة البدء بشكل صحيح مع بايدن".

 

في ما يختص بروسيا والصين، رأت الصحيفة أنّهما ستدرسان النتائج عن كثب، مذكرةً باتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في العام 2016 دعماً لترامب. كما أكّدت الصحيفة أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتساءل عن كيفية التعاطي مع بايدن، لا سيما في ظل الأنباء التي تحدّثت عن دوره في أوكرانيا.

 


من جهة الصين التي تربطها علاقات متشنجة مع إدارة ترامب، فهي تريد أيضاً أن تكون لطيفة في الأشهر القليلة المقبلة، بحسب ما كتبت الصحيفة؛ إذ اعتبرت "جيروزاليم بوست" أنّها ستمتص النفوذ العالمي تدريجياً من دون أن تثير استفزاز الرئيس المقيم في البيت الأبيض.

وبناء عليه، حذّرت الصحيفة من استغلال لاعبين آخرين الفوضى الأميركية الداخلية لتحقيق أهدافهم، قائلةً: "على الرغم من ذلك، ليس واضحاً ما إذا ستذهب جهات ما إلى الحرب بالتزامن مع تشتت انتباه الولايات المتحدة". الصحيفة التي تساءلت عما إذا ستتحدى "حماس" إسرائيل أو ستحاول "طالبان" الزحف إلى كابول، أكّدت أنّ ما أوردته ليس سوى احتمالات نظراً إلى أنّ ترامب قد يرغب في إعادة قوات أميركية إلى ديارها قبل كانون الثاني المقبل. وكتبت الصحيفة: "قد يكون ذلك في سوريا أو العراق أو أفغانستان"، خالصةً إلى القول: "مع تأكّد النتيجة الأميركية، قد تبدأ إيران وتركيا باتخاذ خطواتهما، أو قد تطلب تركيا خدمة إضافية من إدارة ترامب في اللحظة الأخيرة".