قال مختص في الدراسات البيئية بكلية ميدلبري بولاية فيرمونت الأميركية أن الوقت ينفد لاتخاذ إجراء بشأن الاحترار العالمي، وأن الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب كلفت الولايات المتحدة غاليا، وأن ولاية ثانية ستكون كارثية.


وقال بيل ماكينين في مقال بصحيفة "ذا غارديان" (The Guardian) إن كل الانتخابات الأميركية تحدد طابع البلاد للسنوات 4 القادمة، وهذه السنوات لديها الكثير لتقوله حول ما سيشعر به العالم أيضا، وهذا ما يعنيه أن تكون قوة عظمى.

واعتبر ماكينين أن هذه الانتخابات قد تحدد مذاق 4 آلاف، وربما 40 ألف سنة القادمة؛ لأن الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكننا استعادته، وهو الشيء الوحيد الذي أوشك على النفاد في معركة المناخ. فقد أوضحت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها لعام 2018 أنه كان لدينا وقت حتى عام 2030 لإجراء تحولات جوهرية في نظام الطاقة لدينا، والتي عرفتها بأنها خفض كمية الكربون التي نسكبها في الغلاف الجوي بمقدار النصف.

 

وأشار ماكينين إلى أن ما أورده تقرير الهيئة من الأهمية بمكان؛ لأنه يحمل مضامين سياسية عميقة، فعدد قليل جدا من المشكلات التي تتعامل معها الحكومة محدودة زمنيا بالطريقة نفسها تماما، وقضايا مثل الإسكان أو التعليم أو الرعاية الصحية تستمر طوال حياتنا، ونتخلص من بعضها عندما نستطيع، على أمل أن نتقدم خطوتين إلى الأمام لكل خطوة نتراجع عنها.

لكن تغير المناخ ليس كذلك، وإذا لم نجد له حلا قريبا، فلن نحله؛ لأننا سنتجاوز نقاط التحول التي لا تراجع عنها، بحسب ما يرى الكاتب.

ويضيف الكاتب: لقد تجاوزنا بعضها بالفعل، فالأخبار الواردة عن غرينلاند، التي تتعرض الآن لعملية ذوبان لا رجعة فيها يجب أن تذكرنا بأن أكبر الأشياء على كوكبنا يمكن أن تتغير في غضون بضع سنوات بشرية.

وعلق بأن تكلفة انتخاب ترامب للمرة الأولى كانت باهظة؛ لأن إصرار إدارته على التراجع عن القوانين البيئية، وتفضيل صناعة النفط، وإخراج الولايات المتحدة من المفاوضات الدولية قوض الزخم الناتج عن اتفاق باريس للمناخ تماما.

ومع ذلك يرى ماكينين أنه على الأقل في الوقت الحالي ما يزال بعض هذا الزخم موجودا كما شوهد خلال الأسابيع القليلة الماضية من تقديم الصين تعهدات جديدة، وإعلان كاليفورنيا نهاية محتملة لعصر الاحتراق الداخلي.

وعلق أن بإمكان إدارة بايدن، حال فوزه، أن تشارك في تلك الجهود؛ بل وتقودها في الواقع، حيث أعلنت نائبة الرئيس كامالا هاريس أن أحد أعمالها الأولى سيكون عقد اجتماع للدول عالية الانبعاثات، وربما تحفيز المزيد منها على زيادة طموحاتها تحسبا لاجتماعات الأمم المتحدة المقبلة في أسكتلندا في عام 2021.


وتساءل الكاتب مستنكرا لو أن ترامب ظل في منصبه 4 سنوات أخرى مع هذا الإنكار الشامل للمناخ، وإذا كان أكبر اقتصاد في العالم بمثابة كابح للتقدم المناخي بدلا من أن يعمل مسرعا له، فسيترنح التقدم في أحسن الأحوال، ولن تكون هناك طريقة لممارسة أي نوع من الضغط على قادة مثل بوتين روسيا أو بولسونارو البرازيل.

وستضيع إلى الأبد الفرصة الحقيقية لوقف ارتفاع درجة الحرارة في أي شيء مثل الأهداف المتوخاة في اتفاقيات باريس، وستشمل وظيفة الرؤساء المستقبليين بشكل متزايد الاستجابة للكوارث التي لم يعد من الممكن منعها.

واختتم الكاتب مقاله بأننا إذا كنا نقدر تلك الحضارات التي ما تزال تحمل بعض الشبه بعالمنا، الذي انبثقت منه حضارتنا، فإن التصويت لجو بايدن لا يتعلق في الواقع بالأربع سنوات القادمة؛ بل يتعلق بمسيرة الزمن التي تمتد أمامنا، وعن كل مخلوق وإنسان سيعيش في تلك السنوات المشوهة.