يعتقد الأطباء أن الناجين من فيروس كورونا يمكن أن يعانوا من أعراض مرضية مختلفة لسنوات طويلة.
ويقول الأطباء في بريطانيا إن المرضى يمكن أن يعانوا من التعب، وتلف في الرئتين والقلب، وحتى أضرار في الدماغ، ومضاعفات أخرى طويلة الأمد بعد الشفاء من فيروس كوفيد-19.

وتشير البيانات التي جمعها باحثون من المملكة المتحدة، إلى أن الأعراض الأولية نفسها يمكن أن تظهر وتختفي، أو تستمر لمدة "30 يومًا أو أكثر"، بخلاف فترة الأسبوعين الرسمية التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية.
وبالنسبة لبعض المرضى، قد يكون المرض نفسه مجرد بداية لمعركة طويلة وشاقة مع تقرير حديث صدر مؤخراً، يحذر من التهديد الوشيك بالإعاقة بعد الإصابة.

 


وكشفت امرأة تبلغ من العمر 48 عاماً وأم لثلاثة أطفال من شرق لندن كيف تركها الفيروس مع حالة قلبية خطيرة ربما تستمر مدى الحياة، بعد ما يقرب من تسعة أسابيع من إصابتها بالفيروس، وشخص الأطباء إصابتها باعتلال عضلة القلب المتوسّع، حيث تسبب فيروس كورونا بالتهاب شديد في عضلات القلب لديها، مما جعل من الصعب ضخ الدم في جسمها.

 

كما وجد الأطباء ندوباً شديدة في رئتيها، وتقول المرأة التي لم ترغب في الكشف عن اسمها "قيل لي إن معظم الحالات تتحسن تدريجياً، لكن بعضها يتطلب جهاز تنظيم لضربات القلب في المستقبل وأحيانا يحتاج المريض لعملية زرع قلب".


وأضافت المريضة "ما زلت أحارب من أجل التنفس، وأصاب بالغثيان والدوار الشديد لدرجة أنني إذا جلست يجب أن أستلقي مرة أخرى. يمكنني النوم فقط على جانبي الأيمن لتخفيف الضغط على القلب".
وتشمل الآثار الأخرى المتبقية بعد شفاء المريضة المذكورة: فقدان الذاكرة المزمن وتورم العين اليسرى وألم غريب في ساقها اليسرى، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ويعتقد طبيب الرئة الذي عالج رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، البروفيسور نيكولاس هارت، أن فيروس كورونا يمكن أن ينتهي به المطاف ليصبح "شلل الأطفال لهذا الجيل" ويؤدي إلى موجة من المشاكل المنهكة الأخرى للمرضى، بعد شهور أو سنوات من ظهور الأعراض لديهم.

 

 
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن الفيروس سيتسبب في نفس الآثار القاسية والمدمرة مثل شلل الأطفال، إلا أن الأطباء قلقون من احتمال أن يؤدي إلى أضرار طويلة المدى بأعداد كبير.
وتقول كارمين باريانتي، أستاذة الطب النفسي البيولوجي "ليس لدينا البيانات الكافية حتى الآن، لكننا قلقون من أن بعض الأشخاص سيتأثرون على المدى الطويل. ويمكن أن يتعرض المرضى الذين يدخلون العناية المركزة بشكل خاص لعاصفة من الأضرار المحتملة للجسم والدماغ".


وأضافت الدكتورة باريانتي "نحتاج أيضاً إلى معرفة ما إذا كان حتى أولئك الذين يعانون من أشكال أخف من الأعراض، ولم يعالجوا في المستشفى لديهم بعض العواقب طويلة المدى مثل التعب البدني أو العقلي، لا نعلم ذلك بعد ولكن الأمر قد يكون ممكنا".


ومن المعروف بالفعل من الأبحاث المكثفة السابقة أن وضع المريض على أجهزة دعم الحياة يمكن أن يسبب مضاعفات طويلة المدى، بما في ذلك ضعف العضلات ومشاكل الرئة والتعب حتى بعد خمس سنوات.
وتستعد خدمات إعادة التأهيل بالفعل، لمواجهة أعداد متزايدة باستمرار من المرضى، الذين يحتاجون إلى العلاج الطبيعي والدعم النفسي وإعادة التأهيل القلبي الرئوي.


وهناك عدد متزايد من التقارير التي تفيد بأن الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية خفيفة، والذين لم يذهبوا إلى المستشفى، يعانون من أعراض طويلة الأمد. ولا يزال بعض الأشخاص المصابين في شباط أو آذار يعانون من التعب الشديد والصداع وضيق التنفس المفاجئ ومشاكل التركيز.