خلال أيام معدودة من معالجتها لمرضى فيرس كورونا، بدأت جنيفر لايتر، الطبيبة المتخصصة في الأمراض المعدية في مستشفى في مدينة نيويورك، تلاحظ نمطا معينا.

وهذا النمط يتمثل في أن كثيرا من الشباب الذين يعانون السمنة المصابين بمرض "كوفيد-19" الذي يسببه الفيروس ينقلون إلى وحدة العناية المركزة، إثر تدهور حالتهم.

وقالت لايتر، بحسب ما نقل عنها موقع "ويب أم دي" الطبي "لا اعتقد أن نسبة البدناء في الصين كما هي في الولايات المتحدة، لأنه لا بيانات كثيرة لديهم بهذا الشأن".
وأضافت" بالنسبة إلينا، فقد بات ملحوظا حتى الأيام القليلة الماضية أن هناك كثيرا من الشباب في وحدة العناية المركزة".
والقاسم المشترك الذي يجمع هؤلاء المصابين الشبان هو وزنهم الزائد، وهو ما دفع الطبيبة للسعي من أجل فهم أعمق لمعرفة ما إذا كانت هناك صلة بين الكورونا والسمنة.

 

وعملت لايتر على إجراء دراسة موسعة بمساعدة مدير قسم الوقاية من العدوى ومكافحتها في جامعة نيويورك، وشملت الدراسة 3615 مريضا، تأكدت من إصابتهم بمرض "كوفيد- 19".

وخلصت الدراسة إلى أن وزن الجسم لم يرفع بشكل كبير من خطر الإصابة بالفيروس كورونا، بالنسبة إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
لكنها وجدت أن الخطر يزداد بالنسبة إلى الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما.
واعتمدت الطبية في الدراسة على مؤشر كتلة الجسم "بي أم آي"، وهي أداة لتقييم ما إذا كان وزن الإنسان طبيعيا أم زائدا.
وفي حال كان المؤشر أكثر من 30 في المئة فهذا يعني أن الشخص يعاني من السمنة أو الوزن الزائد حتى إن كان لا يبدو للعيان، أما إذا كان المؤشر أقل من 30 فهذا يعني أن الوزن صحي.


نتائج الدراسة
وعليه، وجدت الدراسة أن المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم من 30-34، سيكون لديهم ضعفا احتمال الدخول إلى المستشفى أو إدخالهم إلى الرعاية المركزة.
أما المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم 35 فما فوق من المحتمل أن يتم إدخالهم إلى المستشفى مرتين إلى ثلاثة، وعلى الأرجح سينتهي الأمر بهم في نهاية المطاف بوحدة العناية المركزة.
وذكرت جينفر أن الذين يعانون من أرقام مرتفعة في مؤشر كلة الجسم هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس وتدهور حالتهم على أثر ذلك.
ولفتت إلى أن الأمر مهم، ذلك أن 42 في المئة الأميركيين مؤشرهم أكثر من 30.
وتتفق نتائج هذه الدراسة، مع أخرى أجريت في الصين في بداية تفشي الفيروس، حيث وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة معرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وهو أخطر أعراض الفيروس، بمرتين أكثر من الآخرين.
وهذا يحتم على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المحافظة أكثر على إجراءات التباعد الاجتماعي والمواظبة أكثر على غسل اليدين.