لبنان اليوم لم يجد من يُعاودُ الانتفاضة السياسية فيه، ويُحاول لمّ شعث المعارضة سوى الزعيم وليد جنبلاط، فها هو اليوم يعلنها على الملأ، آن الأوان للخلاص من هذا العهد العوني البائس، الذي لم يجلب على لبنان سوى الخراب والفقر والجوع والإنهيارات المالية والاقتصادية الحرجة.
 

لبنان يذوي ويُشارف على الهلاك أمام أعيُن أبنائه، هذا الوطن الصغير الذي قام الفرنسيون بتكبير حجمه ودوره، علّه يقوى على النماء والحياة، يحتضر اليوم، هذا الوطن الذي حلم به أساطين الموارنة مطلع القرن العشرين كواحة رخاءٍ وازدهارٍ في وسط التّصحُّر العربي، ها هو اليوم يتآكل على يد فلول التيار الوطني الحر الذي يتزعمه خليفة رئيس الجمهورية الوزير جبران باسيل، لبنان الذي استوى قائماً بفضل الميثاق الوطني الذي صاغه الرئيسان الراحلان بشارة الخوري ورياض الصلح، يحتضر رغم تضحيات ودماء شهدائه، يحتضر بعد أن ساهم في إنشائه وشدّ أزره اللبنانيون المسلمون العروبيون بعد أن ظهر أمام أعينهم سراب الوحدة العربية، لبنان المُعاصر الذي بناهُ بالعرَق والجهد والتضحيات الرؤساء كميل شمعون، فؤاد شهاب وشارل حلو، سليمان فرنجية والياس سركيس وبشير الجميل، رشيد كرامي وصائب سلام وسليم الحُصّ ورفيق الحريري وآخرون، يذوي اليوم على أيدي سماسرة وأثرياء حروب وتُجّارُ سلاحٍ وشعاراتٍ وإيديولوجياتٍ فارغة.

 

لبنان اليوم لم يجد من يُعاودُ الانتفاضة السياسية فيه، ويُحاول لمّ شعث المعارضة سوى الزعيم وليد جنبلاط، فها هو اليوم يعلنها على الملأ، آن الأوان للخلاص من هذا العهد العوني البائس، الذي لم يجلب على لبنان سوى الخراب والفقر والجوع والإنهيارات المالية والاقتصادية الحرجة.

إقرأ أيضًا: قاسم قصير ..حزب الله الفاعل الأبرز في لبنان الكيان والنظام

جنبلاط اليوم يستعيد ماكان قد قاله الحجاج بن يوسف الثقفي عندما قدِم والياً على العراق للخليفة عبدالملك بن مروان:
هذا أوانُ الشّدّ فاشتدي زِيَمْ


قد لفّها الليلُ بسوّاقٍ حُطَمْ


ليس براعي إبلٍ ولا غنمْ


ولا بجزّارٍ على ظهر وضَمْ.