من المؤكد تتذكرون هذا الشارع بما يحمله من ذكريات عظمية تدمع لها العيون، ذكريات مؤلمة لا تذكرنا الا بارهاب الحرب ، الحرب في كل الازمنة و على إختلاف تسمياتها التي بدورها تركت في كل بيت جرحا عميقا. حروب كثيرة مرت على هذا البلد ، الحرب بكل الانواع بالاغتيالات وكل مظاهر الالم و لا سيما الحرب اللبنانية، التي بدأت في 13 نيسان 1975و التي كسّرت أحلام كثر ودمرت وطن باكمله وحصدت أكتر من 100 ألف قتيل.

 

45 سنة وأجيال جديدة لا تعرف الحرب إلا بالأبيض والأسود والأفلام الوثائقية. ولكن في الواقع الحرب اللبنانية كانت لعنة على لبنان  فرح العطاء بمؤسسها المتواضع ملحم خلف و بقيمها الراسخة من المحبة و التسامح و الاحترام ، لا زالت حتى هذا اليوم و في كل الظروف و حتى في زمن الكورونا.

 

أحيت جمعية "فرح العطاء" الذكرى 45 لاندلاع الحرب اللبنانية، بما يتناسب والأوضاع الصحية، التي يمر بها لبنان، لناحية انتشار فيروس كورونا، وذلك بعد الحملة الألكترونية، التي أطلقتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي دعت فيها اللبنانيين كافة، إلى تلاوة النشيد الوطني، من على شرفات منازلهم المزينة بالعلم اللبناني، في كل المناطق، في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم 13 نيسان 2020. وفي تمام السابعة مساء، خرج سكان شارع ابراهيم المنذر في منطقة الأشرفية في بيروت، وهو الشارع الذي تكفلت الجمعية بإعادة إعماره بعد الانفجار، الذي شهده في العام 2012، إلى شرفاتهم، التي ازدانت بالعلم اللبناني، محافظين على مساحات التباعد الاجتماعي، التي فرضتها أزمة كورونا وهم يلوحون بالأعلام، ويرددون النشيد الوطني، خلف الفنانة جاهدة وهبي، التي وقفت في الأسفل، تلوح بيدها للمحتفلين بالذكرى والملتزمين بالحجر المنزلي، وتغني النشيد الوطني بصوتها الجميل، وقد نقل هذا الحدث عبر محطات التلفزة اللبنانية مباشرة.

 

وأكد المتطوع في الجمعية مارك طربيه، في كلمة ألقاها خلال الاحتفالية "أهمية هذا الاحتفال"، وقال: "إن الاحتفال هذه السنة مختلف، ومن الواضح اليوم أننا وبعد 30 سنة على نهاية الحرب، طوينا صفحة الحرب، وها نحن نهتف أننا جاهزون أكثر من أي وقت مضى، للعيش معا، من أجل بناء مستقبل متناغم، في لبنان حر عادل ومتعدد". وكانت الجمعية، قد دعت في بيان إلى "إحياء ذكرى هذا اليوم، الذي طوينا صفحته، ولنهتف بأصوات موحدة من أجل لبنان أفضل"، مذكرة بتركيزها على "أهمية استذكار تاريخ لبنان، وعلى ما يوحدنا جميعا، من خلال جمع العائلة اللبنانية، حول قيم المحبة والاحترام والتسامح"، موضحة: "في العام 2020، تحيي الجمعية وللسنة 15 على التوالي، ذكرى هذا اليوم، باعتباره يوم انتهاء الحرب الأهلية في لبنان". تصر على بقاء الذكرى عبرةً ودرساً للأجيال المقبلة، سيظل هذا اليوم محل اهتمام اللبنانيين.

 

هذه السنة كانت المبادرة مختلفة ، بحملة اطلقتها فرح العطاء القاء النشيد الوطني من على شرفات المنازل. هو رجاء و ايمان بوطن يحلو به العيش، هكذا يقول النقيب ملحم خلف، فرح العطاء مثال يحتذى به لكل من احب و طنه من دون مقابل.