منذ مطلع القرن الواحد والعشرين، كتم العالم أنفاسه لأكثر من مرة تزامناً مع ظهور العديد من الأمراض التي جاءت لتعيد للجميع ذكرى الأوبئة التي ظهرت بالقرون الماضية، وتسببت في سقوط العديد من الضحايا.
 
ومقارنة بأوبئة كالإنفلونزا الإسبانية التي حصدت 50 مليون روحاً والطاعون الأسود الذي أجهز على زهاء 200 مليون شخص، لم تتسبب الأمراض التي ظهرت بالقرن 21 في سقوط أعداد مرتفعة من الضحايا، ويعود الفضل في ذلك للتقدم المذهل الذي أحرزه الطب طيلة العقود السابقة.
 
فيروس كورونا
أبلغ عن هذا المرض لأول مرة سنة 2012. وبحلول شهر تموز/يوليو 2015 سجّل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ظهوره بنحو 21 دولة كان من ضمنها المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وقطر والكويت وتركيا والجزائر والصين وبريطانيا وفرنسا. وتتضمن أعراض هذا المرض السعال والحمى والالتهاب الرئوي الحاد، كما تؤدي أحياناً لظهور الإسهال والقيء والفشل الكلوي.
 
وإلى يومنا الحاضر، لا يزال مصدر الفيروس غير واضح. فبينما تحدّث البعض عن انتمائه لسلالة جديدة مطفرة من فيروسات كورونا، ربطت دراسات أخرى المرض بالحيوانات وأكدت أنه مرض حيواني المنشأ فاتجهت بذلك الشكوك نحو الخفافيش والإبل.
 
وإلى حدود يومنا الحاضر، أسفر هذا المرض عن وفاة زهاء 850 شخصاً، ولم يكتشف له دواء حيث اقتصرت عمليات علاج المصابين بالأساس على خفض درجات حرارتهم واستخدام الوسائل المدعمة للتنفس.
 
 
متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد
يشار لهذا المرض أيضا بسارس (SARS) وهو مرض تنفسي حيواني المنشأ، يربط كثيرون بينه وبين خفاش حدوة الحصان، وينتمي الفيروس المسبب له لمجموعة فيروسات كورونا.
 
وقد سجّل سارس ظهوره خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2002 حسب العديد من المصادر بإقليم غوانغدونغ (Guangdong) بالصين وتتجسد أعراضه في الحمى والصداع والسعال وضيق التنفس.
 
لاحقاً، سجّل سارس ظهوره بشكل كبير بكل من كندا وهونغ كونغ وتايلاند وتايوان وسنغافورة والولايات المتحدة الأميركية وفيتنام وتسبب في وفاة 774 شخصاً ما بين تشرين الثاني/نوفمبر 2002 وتموز/يوليو 2003 ومع فشل المضادات الحيوية في القضاء عليه اقتصرت عمليات علاج هذا المرض على الأدوية المضادة للحمى.
 
من جهة ثانية، لعب الطبيب وعالم الأحياء الدقيقة الإيطالي كارلو أورباني (Carlo Urbani) دورا هاما في إنقاذ البشرية من هذا المرض ونجح الأخير في اكتشاف سارس وطبيعته فحذّر منه منظمة الصحة العالمية بشكل مبكر إلا أنه توفي بسببه لاحقاً فأدى بذلك تحذيره لاتخاذ تدابير عاجلة ساهمت في حماية حياة عدد هائل من البشر.
 
وباء إنفلونزا الخنازير لعام 2009
يصنف وباء إنفلونزا الخنازير لعام 2009 كواحد من أسوأ الأوبئة بالقرن الواحد والعشرين ويرتبط هذا المرض أساسا بفيروس الإنفلونزا H1N1 ويتحدث العديد من العلماء عن تطور السلالة الفيروسية المسببة لهذا المرض خلال العام 2008 وانتشارها بين البشر قبل أن يتم تحديدها لاحقاً.
 
وقد سجل هذا المرض ظهوره لأول مرة بالمكسيك وانتشر بشكل سريع مع فشل محاولات احتوائه ليبلغ كل من الولايات المتحدة الأميركية ومناطق عديدة من آسيا وإفريقيا وأوروبا.
 
إلى ذلك، تحدّثت بعض التقارير عن وفاة نحو 20 ألف شخص بسبب هذا الوباء إلا أن منظمات أخرى تحدّثت عن عدد ضحايا أكبر بكثير تجاوز أحيانا 200 ألف.
 
مرض فيروس الإيبولا
عقب ظهوره خلال سبعينيات القرن الماضي، عاود مرض الإيبولا الظهور مجددا بغرب إفريقيا عام 2013 واستمر لحدود العام 2016. وقد أثر هذا المرض بشكل كبير على مناطق كليبيريا وغينيا وسيراليون وارتبطت أعراضه أساساً بالحمى والتهاب الحلق وآلام الرأس والإسهال.
 
إلى ذلك، تسبب هذا المرض ما بين 2013 و2016 في وفاة أكثر من 10 آلاف شخص كما تحدثت مصادر منظمة الصحة العالمية عن ظهوره بين الفينة والأخرى بمناطق من جمهورية الكونغو الديمقراطية.