رأى الامين العام السابق لـحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي ان حزب الله وايران خط الدفاع الأول عن كل الفساد.
 
اعتبر الامين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي "ان كان على الحزب ان يُبلغ رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان الوقت غير مناسب لزيارته الى لبنان التي تمت منذ يومين، لأنها تخالف ادّعاءات إيران والحزب بمساعدة الشعب اللبناني للخروج من محنته الاقتصادية، خصوصاً انهم سوّقوا لفكرة ان الحكومة ليست حكومتهم، وانها مؤلّفة من اختصاصيين، وانهم يتطلعون لدعم اقتصادي دولي لها".
 
وفي حين اشار عبر "المركزية" الى "انه فوجئ بزيارة لاريجاني في هذا التوقيت، وقد يكون هدفها "الترويج الانتخابي" ظنّاً منه انها قد تساعده ليترشح لموقع جديد في طهران"، لم يستبعد "ان يكون لاريجاني جاء ليقول ان الشعب اللبناني بجوعه والمه اسير القبضة الإيرانية، وانه رهينة بازار العبث السياسي الإيراني مثله مثل الشعب السوري والعراقي".
 
واوضح "ان القيادة الإيرانية ومعها قيادة "حزب الله" لا يهتمون بأوجاع الشعب اللبناني، ولو كان هذا الأمر صحيحاً لما سمحوا بوقوعه وهم القادرون-ولست ظالما لهم، والأدلة تشير بوضوح إلى انهم هم من رعى عملية دمار البلد ونهبه، وعملوا على تفكيك بنيته السياسية والاقتصادية والأمنية والإدارية، ونشروا سرطان الفساد فيه، وحتى اليوم يتمسكون بأدوات الفساد في السلطة، ويقاتلون لبقائها تماماً كما فعلوا في سوريا والعراق، ومبررات تدميرهم المُمنهج لهذه الدول معروفة، فهم يعتبرون ان كلما ضعفت شعوب هذه الدول كلما تمكنوا من تسخيرها لأهدافهم غير الشريفة، والعكس صحيح".
 
اضاف "وفي كل مراحل هذه المسيرة التدميرية، كانت القيادة الإيرانية ومعها وكيلها في لبنان يحاربون كل محاولات الإصلاح وإنقاذ البلد، بل قاتلوا بسلاحهم لمنع الإصلاح، وكانوا خط الدفاع الأول عن كل انواع الفساد، ومع انتفاضة 17 تشرين وقفوا ضد استقالة الحكومة في لبنان والعراق مع اعترافهم بأنها حكومة رعت الفساد، وهددوا من ينسحب منها بالويل العظيم، وعملوا على عودتها او عودة شبيه لها من خلال الحكومة الحالية"، معتبراً "ان على رغم كل ما ارتكبوه ضد الشعب اللبناني كانوا دائما يحاولون غسل ايديهم من دماء ضحاياهم، ويدّعون الطهارة والعفة، ويحمّلون مسؤولية الدماء والفساد لغيرهم".
 
واستغرب الطفيلي "كيف يحاول حزب الله التنصّل من مسؤولية الحكومة الحالية مع انها حكومته ومصبوغة بلون سياسي واحد، لاسيما وان بيئته الشعبية باتت تشير اليه بالمسؤولية المباشرة عن الفساد، وما آل إليه الوضع في البلد، متوقّعاً انفجار البيئة الشيعية في وجهه ووجه حلفائه بعد انكشافهم امامها، والدعوة الأخيرة منهم لإشراك الآخرين في تحمّل المسؤولية (كما دعا الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله) محاولة بائسة ومتخلّفة للهروب من المسؤولية وتحميلها للآخرين".
 
وفي السياق، اكد الطفيلي "ان الانتفاضة، خصوصاً في المناطق الشيعية ستكمل طريقها بزخم اكبر رغم كل الحواجز، لأنها المناطق الأضعف والأقل قدرة على تحمّل الأزمة الاقتصادية، ومع انحسار الشتاء والبرد ستتجدد الانتفاضة، لان الجوع سيتمدد"، اسفاً "لان البلد على موعد مع ايام عصيبة اكثر مما يتوقّع كثيرون بسبب "سلطة اللصوص" على حدّ تعبيره.
 
وتطرّق الامين العام السابق لـ"حزب الله" الى الصراع القائم في المنطقة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، فلفت الى "ان مجالات العمل المشترك بينهما تفوق القضايا الخلافية، ومصالح التعاون وتبادل المنافع واسعة في اكثر من جبهة منها العراق وسوريا ولبنان وافغانستان وغيرها".
 
وقال "الخدمات الإيرانية للأميركيين في المنطقة لا تُعد ولا تُحصى، من هنا استبعد الخلافات بين الطرفين ونسأل الله ان تعود القيادة الإيرانية لرشدها، ولا تحيط بها خطيئتها".