اعتبر موقع EU Political Report أن "هناك مخاوف فعلية من أن ألا تكون حكومة الرئيس حسان دياب قادرة على تمرير القوانين وإطلاق الإصلاحات المطلوبة في ظل مساعي حزب الله لتقويض أي فرصة للبنان من أجل الحصول على الدعم الاقتصادي الدولي الذي يحتاج إليه".
 
 
نشر موقع EU Political Report تقريرا من بيروت كتبه جايمس ولسن ناشر الموقع ورئيس تحريره، اعتبر فيه أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامه يتعرض لهجمة سياسية من جانب حزب الله وحلفائه متوقفا خصوصا عند ما تنشره جريدة "الأخبار" والحملة التي يقودها النائب جميل السيد.
 
واعتبر الموقع الذي يتخذ من بروكسيل مقراً له والذي "ينشر دراسات وتقارير ترفع عادة الى صانعي القرار الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي" كما جاء في تعريف الموقع عن نفسه، أن "هناك مخاوف فعلية من أن ألا تكون حكومة الرئيس حسان دياب قادرة على تمرير القوانين وإطلاق الإصلاحات المطلوبة في ظل مساعي حزب الله لتقويض أي فرصة للبنان من أجل الحصول على الدعم الاقتصادي الدولي الذي يحتاج إليه"، مشدداً على أن "الهجوم على حاكم البنك المركزي رياض سلامه يعتبر دليلاً على أن حزب الله يقوض فرصة لبنان في الانتعاش".
 
ووصف التقرير حكومة الرئيس حسان دياب التي ولدت بعد أكثر من مئة يوم من الاحتجاجات الشعبية بأنها "حكومة تحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، وقد خلقت في البداية نوعاً من الارتياح لدى المجتمع الدولي"، مستدركاً بأن "ساعة الحقيقة دقت في لبنان في ظل المخاوف من تخلف الدولة قريباً عن سداد الديون المستحقة عليها".
 
واعتبر التقرير أن "أمام الحكومة اللبنانية وقتاً قصيراً للغاية من أجل إقناع دول كفرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى بتوفير تمويل مهم لإنقاذ الاقتصاد اللبناني".
 
ورأى أن "صندوق النقد الدولي الذي يعتبر واحداً من القادرين على الإنقاذ لن يتحرك من دون موافقة الولايات المتحدة المتحدة الأميركية، في ظل اعتبار الإدارة الأميركية أن الحكومة اللبنانية هي حكومة حزب الله، وفي ظل المخاوف التي أبداها سياسيون ومواطنون لبنانيون من الدور الذي لعبه حليف سوريا النائب جميل السيد في تشكيل الحكومة".
 
 
 
وينقل التقرير عن محللين سياسيين واقتصاديين أن "قرار حزب الله بالإمساك بمفاصل الحكومة الجديدة وقراراتها برتبط مباشرة باعتباره لبنان مسرحاً للصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران"، معتبراً أن "أجندة حزب الله لا تقوم على تأمين ظروف الأستقرار للبنان، وإنما على دعم المصالح الإيرانية".
 
ويصف جايمس ولسون المقالات التي تنشرها جريدة الأخبار المعبرة عن سياسة حزب الله والتغريدات التي يكتبها النائب جميل السيد بأنها "لتشويه سمعة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وصورته". وينقل عن "أحد المطلعين في بيروت" قوله: "نحن محظوظون لأن لدينا حاكماً للبنك المركزي يحظى باحترام المجتمع الدولي ويعرف بأن لبنان يحتاج إلى المصداقية وهو قادر على تأمينها، وكل من يهاجمه لا يأخذ في الاعتبار مصلحة لبنان".
 
ويرى الكاتب أن "حزب الله يحاول صرف الانتباه عن الأسباب السياسية الحقيقية للأزمة، وهو يستخدم النائب جميل السيد للقيام بذلك من خلال تعليقاته التي تحاول إلقاء مسؤولية الأزمة الحالية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه"، لافتاً الى حديث للباحث في جامعة هارفيرد وكبير المصرفيين السابقين في بنك ستاندرد تشارترد في لبنان دان قزي لصحيفة "فايننشل تايمز" يقول فيه أن "الفضل بنظر المجتمع الدولي يعود لسلامه في ضمان استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي". ويرى أن إداء سلامه وقراراته في الظروف الاقتصادية الصعبة يتميز "بالكفاءة والحكمة".
 
وينقل الكاتب عن صحافي دولي يعمل في لبنان أن "حزب الله مستاء من رياض سلامة لأنه احترم العقوبات الدولية على الحزب، وطبق الأصول القانونية بحذافيرها". ويضيف: "يقف رياض سلامه اليوم وهو أحد المسؤولين اللبنانيين القلائل الذين يمكن أن يثق بهم المجتمع الدولي وحيداً في مواجهة هجمة حزب الله عليه، في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي".
 
ويختم: "أنا حزين على لبنان".