إذا كنتم من بين الأشخاص الذين يشتهون تناول السكّر بعد كل طبق مالح، ولا شيء يردعكم عن التلذذ بالحلويات حتى لو كنتم تشعرون بالتخمة، عليكم وضع حدّ فوريّ لهذه المشكلة الجدّية التي تهدّد صحّتكم. فإلى أي خطّة تلجأون؟
 

السكّر سيّئ جداً للإنسان، فهو لا يتلاعب فقط بمستويات السكّر في الدم إنما ثبُت أنّ الإفراط فيه يحفّز أيضاً الإصابة بمشكلات صحّية خطرة تشمل السكري، وأمراض القلب، والبدانة. لا بل أكثر من ذلك، فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2012 في «Neurology» أنّ الأشخاص الذين لديهم معدل أعلى للسكّر في الدم قد تتعرّض أدمغتهم لخطر الانكماش.

 

إذا أردتم خفض جرعة السكّر التي تستهلكونها يومياً ولكنكم لا تعلمون من أين تبدأون، إعملوا بالنصائح الفعّالة والبسيطة التالية التي كشفها أخيراً الطبيب الأميركي العالمي د. أوز:

 

بدء الصباح بـ«Smoothie»

 

أفضل طريقة لحثّ الدماغ على تفادي الرغبة الشديدة على السكّر تكمن بإزالة هذه المادة تدريجاً من الغذاء. إذا اعتدتم صباح كل يوم على احتساء قهوة مليئة بالسكّر، والحليب، وشراب منكّه، ما عليكم سوى استبدالها بـ«Smoothie» صحّي.

 

فصحيح أنّ هذا النوع من المشروبات يحتوي بدوره على السكّر، ولكن عند تحضيره كما يجب فإنه لن يتضمّن سوى كمية صحّية من السكّر الطبيعي المُنبعث من الفاكهة، ومستخلص الفانيلا، وبودرة الكاكاو التي تُعتبر كلها مصادر طبيعية للسكّر مع فيتامينات ومعادن تمنع ارتفاع السكّر في الدم منتصف الصباح.

 

توفير الشبع خلال اليوم

 

إذا حرصتم على توفير الشبع والرضا طوال الوقت، فستكونون أقل ميلاً للشهيّة على السكّر عصراً. أفضل طريقة لبلوغ هذا الهدف هي من خلال تناول مأكولات كاملة مليئة بالألياف والبروتينات. كذلك يُنصح بإضافة بذور الشيا إلى الغذاء اليومي، مثل رَشّها على السَلطات، لشبع مُستدام.

 

تفادي المُحلّيات الصناعية

 

إنّ تدوين عبارات على أغلفة المأكولات مثل «خالية من السكّر» أو «لا يوجد سكّر مُضاف» لا يعني أنه بإمكانكم تناولها. فهذه المنتجات تحتوي حتماً على المحلّيات الصناعية أو كحول السكّر التي هي سكّر من نوع آخر. المحلّيات الصناعية أو التي تحتوي على 0 كالوري سُوِّقت منذ القِدم بأنها بديل صحّي للسكّر العادي، إلّأ أنها سيّئة بدورها.

 

وجدت دراسة أجرتها جمعية القلب الأميركية عام 2019 أنّ النساء اللواتي استهلكن يومياً 2 أو أكثر من المشروبات المحلّاة صناعياً كنّ 23 في المئة أكثر عرضة للسكتات الدماغية و29 في المئة أكثر ميلاً للإصابة بأمراض القلب.

 

التركيز على مصادر «Tryptophan»

 

قد تربطون هذا الحامض الأميني بدعم القدرة على الاستسلام للنوم، غير أنّ الـ«Tryptophan» يساعد أيضاً على التصدّي للإدمان على السكّر. هذا الأخير سيرفع الناقل العصبي «Serotonin» في الدماغ، والمعروف بقدرته على تعزيز المشاعر الإيجابية. يعني ذلك أنه عند إزالة السكّر من الغذاء، سيتمّ الاستغناء عن بعض السيروتونين.

 

إنّ أفضل طريقة لتحسين المزاج بعيداً من جرعة السكّر المعتادة هي من خلال الأطعمة التي تحتوي على الـ«Tryptophan» الذي ينتج بدوره السيروتونين في الجسم. غالبية المأكولات العالية بالدهون، مثل البيض والدجاج والجبنة، تؤمّن التريبتوفان. إنها غنيّة بالبروتينات والدهون الصحّية، وبالتالي ستوفّر طاقة عالية جداً، وبدلاً من ارتفاع السكّر وهبوطه سريعاً، فإنها ستقدّم شكلاً ثابتاً ومستقرّاً من الطاقة خلال اليوم.

 

تناول زبدة الكاجو

 

إذا كنتم تشتهون المذاق الحلو بعد تناول العشاء، الأفضل استبدال الحلويات التي تلجأون إليها عادةً بملعقتين كبيرتين من زبدة المكسرات. إنها غنيّة بالدهون الأحادية غير المشبعة والبروتينات التي لا ترفع معدل السكّر في الدم قبل الخلود إلى الفراش، وفي الوقت ذاته ستمنحكم المذاق الحلو الذي تبحثون عنه.

 

تمارين التنفّس

 

قد تجدون من السخيف الانتظار، ولكن هذه أفضل توصية عندما يتعلّق الأمر بالشهيّة على السكّر. عند الانتظار لـ5 دقائق بعد الشعور بالرغبة في تناول الحلويات وبدء القيام بمهمّة أخرى، فإنّ هذا الشعور سيزول. أمّا في حال استمراره، يُنصح بتمارين التنفس. فمن الشائع الشعور بالشهية على السكّر خلال أوقات التوتر، لكن من خلال التخلّص من الإجهاد والقلق بواسطة تقنيات التنفس، يمكن التحرّر من الشهيّة.

 

المطلوب ببساطة وضع اليدين على المعدة وأخذ نفس عميق يتوقف عند الانتهاء من العدّ حتى الرقم 4، ثمّ العدّ للرقم 6 عند الزفير. يتمّ تكرار هذه التقنية مرّات عدة إلى حين بدء الشعور بالراحة والاسترخاء.