كشف موقع صحيفة "ذاهيل" The Hill الأميركية، في تقرير نشرته الاثنين، أن السودان يعتزم إغلاق مكاتب ميليشيات حزب الله وحماس كجزء من جهوده لإعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات وإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
 
ومن المتوقع أن تعلن حكومة رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، في وقت ما عن الإجراء ضد المجموعتين المدرجتين كمنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وفقاً لمصدر مقرب من الحكومة.
 
 
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة المدنية والعسكرية المؤقتة في السودان على تطوير الديمقراطية في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
 
ويعد التخلي عن الدعم للمنظمات الإرهابية، واتخاذ إجراءات لتعطيل عملياتها، أحد الخطوات التي تعمل عليه الحكومة السودانية التي تم تنصيبها مؤخراً للوفاء بالمتطلبات من أجل إزاحة السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الرعاية للإرهاب.
 
ويشترك السودان في هذا التصنيف مع ثلاث دول أخرى - كوريا الشمالية وإيران وسوريا - وبالتالي فهو يخضع لعقوبات معيقة تعزله عن الاقتصاد الدولي.
 
 
وأدى حمدوك اليمين الدستورية كرئيس جديد للوزراء في أغسطس في أعقاب ثورة شعبية قادت إلى الإطاحة باالرئيس، عمر البشير، المتهم من قبل المحكمة الدولية بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
 
وتأتي التقارير حول إغلاق مكاتب حماس وحزب الله في أعقاب رحلة حمدوك إلى واشنطن، في وقت سابق من هذا الشهر، حيث قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن الولايات المتحدة مستعدة لرفع مستوى العلاقات مع السودان من خلال تبادل السفراء لأول مرة منذ أكثر من عقدين.
 
 
ونقلت الصحيفة عن كاميرون هدسون، زميل بمركز إفريقيا بالمجلس الأطلسي، قوله: "عمليات إغلاق المكاتب هي على الأرجح رمزية إلى حد كبير، بالنظر إلى أن عمليات حماس وحزب الله كانت نائمة في البلاد منذ سنوات".
 
وأضاف: "الإعلان عن إغلاق المكاتب رسمياً يوحي لي أنها كانت نائمة بشكل أساسي، وإن لم تكن مغلقة رسمياً.. الإعلان عن الإغلاق الرسمي لمكاتب المنظمتين يوحي بأن الحكومة السودانية تعبر الحدود للتأكد من أن كل طلب تم النص عليه في الماضي تتم معالجته جيدا الآن لإزالة اسمه من قائمة الإرهاب الأميركية".
 
ورفعت إدارة الرئيس، دونالد ترمب، العقوبات جزئياً عن السودان في عام 2017. وقال هدسون إنه خلال ذلك الوقت طُلب من نظام البشير التخلي عن دعمه لحزب الله وحماس.
 
وكتبت وزارة الخارجية في تقييمها السنوي لعام 2018 حول الإرهاب أن السودان قد تعهد بالتزامات أبرزها التوقف عن دعم حماس أو حزب الله أو أي منظمة إرهابية، كما اتخذ السودان بعض الخطوات للعمل مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
 
وخلال زيارته لواشنطن، قال حمدوك في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Hournal إن السودان على بعد "أسابيع" للوفاء بجميع الالتزامات اللازمة لإزالته من قائمة الدولة الراعية للإرهاب، ويتعاون مع أميركا لمعالجة القضايا المعلقة في مكافحة الإرهاب ودفع تعويضات لضحايا الهجمات الإرهابية وعائلاتهم.
 

وتشمل هذه التفجيرات التي وقعت عام 1998 استهداف سفارة الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا وهجوم عام 2000 على المدمرة الأميركية "كول" في اليمن.

وأشار "مكتب التحقيقات الفيدرالي" FBI إلى أن تنظيم القاعدة مسؤول عن الهجمات، لكن محكمة أميركية قضت بأن السودان يمول الإرهابيين ويؤويهم، وأمر البلاد بدفع أكثر من 11 مليار دولار للضحايا.

بدوره أبلغ حمدوك الصحافيين في الخرطوم أنه تفاوض مع المسؤولين الحكوميين الأميركيين لخفض هذا المبلغ إلى "مئات الملايين".

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها نقلته صحيفة "ذا هيل" The Hill، حول خطط السودان لإغلاق مكاتب حزب الله وحماس، إنها لا تعلق على عملية إلغاء اسم الدولة الراعية للإرهاب ولكنها تشارك في "مناقشات نشطة" مع السودان.