من الأمور التي أثرت في الماضي والحاضر واعتقد انها ستؤثر في المستقبل أيضاً وايما تأثير ... السكوت عما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم ... وهذا ما نراه في الكتب والمرويات القديمة ... (ونسكت عما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين) ... وقتها لو تحمل العلماء كامل مسؤولية العلم ولم يتصرف البعض بانانية وعصبية بسبب التصاقه بالسلطان لما وصل بنا الحال الى ما وصلنا اليه الآن ... لو عولج ذلك الفسخ ورقع ذلك الخرق بموضوعية وتجرد وأمانة لما فشا الكذب والموضوعات وروايات الصد والرد بين المذاهب والفرق ... ولا انكر فضل الأكابر كالإئمة مالك وأبي حنيفة والشافعي واحمد والطبري والحاكم النيسابوري وغيرهم ممن اغتيل وقتل وعذب في تهمة أو باخرى ... الفرق العقدية الكبرى السنة والشيعة والخوارج والمعتزلة وما تفرع منهم ظهرت بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب اغتيال ذي النورين عثمان وحرب الجمل وصفين والنهروان واغتيال سيدنا الامام علي وكربلاء اهل بيت النبوة ومذبحة الحرة في المدينة المنورة وحصار مكة وضرب الكعبة ايام ابن الزبير ثم معركة الزاب بين العباسيين والأمويين وكان شعار العباسية فيها يا لثارات الحسين ولبسوا السواد ٥٠٠ سنة حداداً على الحسين مع انهم منعوا الطالبيين حقهم في الخلافة فظهرت الدعوة الفاطمية وغير ذلك مما نتج عن هذا ... كانت هذه الأحداث جميعا بمثابة الرحم الذي خرجت منه هذه الفرق المذكورة آنفاً وفروعها ... وبسبب هذه الفرق تغيرت معالم الاسلام من دعوة للخلاص والفكاك من اسر الجهل والعبودية والتلاقي مع الاخر وحمل الرحمة للبشرية الى دعوة مفادها ( انا أو لا احد ) و ( الفرقة الناجية ) وصراعات كان البسطاء من الناس هم مادتها الأولى ثم الأخيرة ... لماذا كتبت ذلك الآن ؟! لان عجوزاً جاءت الى المسجد حيث انا تطلب فقط طعاااااماً ومبيتاً وحكت لي كيف ذبحوا أمامها وإمام الناس جميعاً عائلة مكونة من اب وأم وأطفال ربما ٣ أو أربعة ذبحوا الأولاد بالسكاكين امام الأبوين ثم ذبحوا الأبوين ربما رحمةً بهما من الجنون ... فعلوا ذلك فقط ليرهبوا الموجودين ... اكتب ذلك لانه منذ عدة أيام اخبرني رجل ٌ نازح كيف انزلوا فتاة لم تتجاوز ١٤ سنة من سيارة والدها ليغتصبوها في كوخ الحاجز الا ان حيضتها أنقذتها فاكتفوا بتعريتها وركلها بالأرجل مع اقذع الشتم ... اكتب هذا لأنني قرات منذ مدة تقريراً يقول ان سبب وفاة بعض الأطفال ليس الذبح انما هو انخلاع القلب وتوقفه عن الحياة رعباً وخوفاً قبل الذبح ...وقصص وقصص وقصص ... اعلم ان البعض سيقتلون هذا الكلام سخافة ولعنات وشتماً ودعاءً على النظام أو ايران أو قطر أو السعودية أو تركيا أو روسيا أو الصين أو كوريا الى اخر ما اسميه محاولات للتغطية والتعمية على المشكلة الاساس ... ماذا جرى بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ... كيف يمكن ان نخلع عنا هذا الثوب الثقيل ... هل يمكن الاستغناء عن هذه التركة الموقوتة ... هل سيأتي يوما نتعبد الله فيه وليس الأشخاص ... هل يمكن إنشاء قوة ثالثة تحمل الدين بعيدا عن قطبي الصراع السنة والشيعة ... كيف نجنب الطفولة دنس الكهولة واللامبالاة والمغالاة ... ماذا لو كان بيننا سامرياً وعجله ... من سيكون لديه الجرأة ليقول له: (ما خطبك يا سامري)
فقط انظروا لاولادكم وهم نياماً في أسرتهم ... وتذكروا تلك الفتاة الصغيرة جدا التي يجرها البطل المغوار ليذبحها بعد ان ذبح أبواها وأخاها وهي تقول له:
منشان الله يا عمو تحب الله يا عمو أيها الناس ... انا لا اعبد ما تعبدون