لقي متظاهران مصرعهما، اليوم الأربعاء، في اشتباكات وسط العاصمة العراقية، حسب ما أوردته وكالة فرانس برس.
 
وتتصاعد حدة الاحتجاجات في العراق، اليوم الأربعاء، وتحديداً في محافظات الجنوب، فيما يواصل محتجون قطع الطرق في البصرة، حيث قطعوا طريق الفاو - أبو الخصيب المؤدي إلى محافظتهم بتوابيت رمزية فجر اليوم.
 
وصعّد محتجو المحافظة من حراكهم بعد أن باشروا بغلق شوارع البصرة وتقاطعات التجاري والعسكري والكزيزة والتأميم والتربية وشارع بغداد وساحة العروسة في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

وجهاء وعشائر مدينة البصرة دعوا إلى عصيان مدني غداً الخميس، وإغلاق الطرق الرئيسية والموانئ النفطية احتجاجاً على تعرض المتظاهرين للعنف.

وأمهل المحتجون في المحافظة السلطة المحلية وأعضاء مجلس النواب أسبوعاً واحداً لإقالة قائد شرطة البصرة.

وأعلن صدر أمني إصابة 80 من القوات الأمنية والعشرات من المتظاهرين، حيث تم استخدام الغازات المسيلة للدموع للتفريق المتظاهرين الذين استخدموا الحجارة للرد على القوات الأمنية، بالقرب من مبنى مديرية التربية ومديرية الزراعة في محافظة المثنى.

فيما احترقت محال تجارية في حي الشرطة بالسماوة نتيجة المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

أما في الديوانية فأغلق المحتجون الطرق الرابطة بينها وبين النجف.

وفي الناصرية، واصل المتظاهرون إغلاق جسور الحضارات والزيتون والنصر.

وأفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بأن محافظ ذي قار وجّه باستبدال قوات مكافحة الشغب بقوات الدعم السريع لتقليل الاحتكاك مع المتظاهرين.

وأعلن مصرف الرشيد في الناصرية أن إشعار تعزيز الرواتب لم يظهر من البنك المركزي بسبب تذبذب الدوام نتيجة الاحتجاجات، وهو ما تسبب في تأخر استلام رواتب الموظفين.

وفي محافظة المثنى، أعلن المحافظ تعطيل الدراسة مدة يومين في المحافظة.

وكانت مصادرنا أفادت، مساء الثلاثاء، باستخدام قوات الأمن العراقية خراطيم المياه وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين في شارع أبوصخير قرب مدينة العلم في محافظة النجف جنوب البلاد. كما لفتت إلى وجود أنباء عن إطلاق نار على قوات الأمن بحي الرحمة قرب طريق كربلاء دون وقوع إصابات.

كما وجه شيوخ ووجهاء من وسط وجنوب العراق، بياناً مشتركاً إلى المرجع الديني علي السيستاني، ناشدوه فيه باتخاذ موقف مما وصفوه بـ"انهيار للدولة وانعدام للقانون وانفلات العصابات وأصحاب الإتاوات تحت غطاء التظاهرات".

وحثوه على التدخل وسط ما يجري من سفك لدماء الأبرياء وترويع للأهالي وحرق وتخريب وقطع للطرق.

وحذر الشيوخ في بيانهم من إمكانية أن يؤدي المشهد إلى حرب أهلية، مطالبين إياه بالتدخل لوقف نزيف الدم، معبرين عن جاهزيتهم لمواجهة الأحزاب والفساد وإبعاد كل من يحاول استغلال التظاهرات للتكسب.

وأشار البيان إلى ما يتعرض له الموظفون في القطاعين التعليمي والطبي وغيرهم من إهانات واعتداءات وتهديدات، فضلاً عن تعطل مشاريع الخدمات في الجنوب وتغيير وجهة مخصصاتها المالية إلى محافظات أكثر أمناً.