دخل الاقتصاد الإيراني مرحلة هبوط جديدة بفعل احتجاجات الوقود التي تواجه بقمع غير مسبوق من جانب السلطات الإيرانية، والتي دفعت عددا من البلدان حول العالم إلى دعوة السلطات الإيرانية لوقف العنف ضد المتظاهرين.
 
إلا أن تركيا حليفة إيران، فرقت عبر شرطتها وقفة احتجاجية نظمتها الجالية الإيرانية في دنيزلي غربي البلاد، تضامنا مع مظاهرات انطلقت في مختلف مدن إيران ضد تحريك سعر البنزين. 
 
وذكرت صحيفة "زمان" التركية أن الأمن التركي قمع وقفة احتجاجية نظمها إيرانيون بميدان "الديك" في ولاية دنيزلي، تأييدا لاحتجاجات تعم إيران منذ الجمعة الماضي. 
 

وبسبب الاحتجاجات الإيرانية وقطع الإنترنت من جانب الحكومة، يتكبد الاقتصاد الإيراني خسائر يومية تصل إلى 61 مليون دولار، وقدرت الخسائر الشهرية بنحو ملياري دولار تقريباً، وفقاً لتقارير دولية.

وبينما تستمر الاحتجاجات في إيران، يصر المسؤولون هناك على قطع الإنترنت، غير أن حسابات إحدى المؤسسات التي تراقب الإنترنت، تشير إلى تكبد اقتصاد طهران خسائر باهظة بسبب هذا الأمر.

في المقابل، قال برايان هوك، المبعوث الأمريكي الخاص للملف الإيراني، الثلاثاء، إن واشنطن تعمل على مساعدة الإيرانيين على تجاوز إغلاق الإنترنت شبه التام الذي فرضته سلطات طهران، وسط احتجاجات عنيفة على ارتفاع حاد في أسعار البنزين. 

وأضاف هوك، في حديث مع Vioce of American، أن الولايات المتحدة تحاول وضع "حلول" لمساعدة الإيرانيين على الوصول إلى الإنترنت عبر وسائل خارجية. 

وكان مصدر مطلع بالكونجرس الأمريكي قال، في وقت سابق، إن واشنطن تدرس توفير خدمة مجانية من الإنترنت للشعب الإيراني عبر الأقمار الصناعية.

ويواصل الاقتصاد الإيراني الانهيار وسط احتجاجات شعبية ضد النظام بسبب غلاء الأسعار، في ظل عقوبات صارمة فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد الإيراني في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وصفت بـ"الأشد على الإطلاق"، بهدف خفض مبيعات نفط طهران إلى الصفر، بعدما انسحبت من اتفاق 2015 النووي بين طهران والقوى العالمية الست.

ومنذ انطلاق العقوبات الأمريكية والاقتصاد الإيراني يترنح، حيث توقّع صندوق النقد الدولي تزايد انكماش اقتصاد طهران خلال 2019، منبها إلى أن تقديراته تلك تم تحديدها قبل أن تشدد الولايات المتحدة العقوبات على طهران.

أما النفط الذي يعد عصب الحياة لإيران، فقد تراجع الإنتاج النفطي الخام خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط استمرار العقوبات الأمريكية ليسجل أدنى مستوياته منذ عام 1980. 

وأظهرت بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن إنتاج إيران النفطي تراجع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 2.14 مليون برميل يوميا.

وهبط إنتاج إيران النفطي، خلال الشهر الماضي، مقارنة مع 2.16 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول 2019، بحسب بيانات المنظمة الدولية الشهرية، واطلعت عليها "العين الإخبارية". 

وعلى صعيد العقوبات، أعربت السعودية، الأربعاء، عن ارتياحها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية المتعلق بإنهاء إعفاء منشأة فوردو النووية الإيرانية من العقوبات، ابتداء من منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أن بلاده تدعم الخطوة الأمريكية، لما لها من أهمية في التصدي لتجاوزات إيران وخروقاتها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي.