وصول المُلا الإيراني روح الله خميني لقيادة إيران هو وثلة من النشطاء الإسلاميين الثوريين عام 1979 قلب العالم، وليس منطقة الشرق الأوسط فقط.
كيف غدر الخمينيون برفاق انقلابهم، أو ثورتهم كما نعتوها، من اليسار الأحمر، حزب توده، إلى اليسار الإسلامي وغيرهم، وكيف قضم الخمينيون الشباب حينذاك، ومنهم علي خامنئي، المرشد الحالي. تلك قصة كئيبة، يفترض بها أن تكون عبرة لكل من يحسن الظن بهذه الجماعات المتأسلمة في التحالفات السياسية... سنية كانت أم شيعية، لكن من يعتبر؟!

 


حصاد 40 عاماً من ولادة النظام الخميني الإيراني حصاد مرير، ملايين القتلى في حروب علنية، مثل الحرب العراقية الإيرانية، والحرب السورية، والحرب اليمنية، وحروب خفية بتكوين أو احتضان أو دعم أو تسهيل المخابرات الإيرانية لمنظمات إرهابية عالمية، خاصة تنظيم «القاعدة» الذي لم تعد علاقته بشياطين «الحرس الثوري» سراً (أبناء أسامة بن لادن، سيف العدل المصري القائد العسكري القاعدي، الزرقاوي، صالح القرعاوي، أبو حفص الموريتاني، وعشرات غيرهم كانوا في ضيافة «الحرس الثوري» في الأرض الإيرانية).

 


ليس هذا وحسب، إيران شكلت عصابات شيعية لتقويض شكل الدولة الوطنية في العراق ولبنان واليمن، ونشرت مناخاً طائفياً مسموماً، وبنت نهجاً ثابتاً في نهب ثروات هذه البلدان من أجل خدمة السياسات الإيرانية العدوانية.
باختصار، 40 عاماً من حكم الظلام ومملكة الإرهاب باسم الجمهورية الإسلامية، طال شرها بلدان الغرب، كما جرى في عمليات «الحرس الثوري» بفرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة، وطبعاً أميركا اللاتينية، عمليات تنوعت من الاغتيالات السياسية إلى تجارة المخدرات إلى التجسس واختراق الأنظمة الرقمية لهذه الدول.

 


اليوم. ثار شعب العراق على عملاء إيران، ودفع حتى الآن أكثر من 300 قتيل، وشعب لبنان يثور هو الآخر على الحكومة، بل التركيبة السياسية الخاضعة لـ«حزب الله» اللبناني العميل لإيران.
كيف سيكون مستقبل ثورة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين؟
لا ندري، لكن لا ريب أن موقف الدول الغربية من كل هذه التحولات مخزٍ ومتذاكٍ... ما دام أنهم يَرَوْن أن تدخل العرب كالسعودية، لو حصل، سيكون بمحركات طائفية أو قومية، زعموا!
لحظة تاريخية غربية للعار.