من المنتظر أن تتصاعد الهجمة على المتظاهرين الجنوبيّين والبقاعيين خلال الثلاثة أيام التي طلبها رئيس مجلس الوزراء لترتيب تسوية سياسية جديدة بين مكونات التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس عون رئيساً للجمهورية،
 
لم يتأخر الطابور الخامس التابع للثنائية الشيعية(حزب الله وحركة أمل) أكثر من ٢٤ ساعة على انطلاق الانتفاضة الشعبية، للتّحرك والعمل بتصميمٍ وجِدّ على تخريب الانتفاضة التي عمّت البلد من شماله إلى جنوبه إلى عمقه الداخلي في منطقة البقاع، فخرجت الدراجات النارية بالمئات من معاقلها في الضاحية الجنوبية لبيروت، مُزوّدة بتعليماتٍ تخريبية واضحة: الاعتداء بالتّكسير وإحراق الأملاك العامة والخاصة، استفزاز القوى الأمنية والاعتداء عليها برمي الزجاجات الفارغة والحجارة باتّجاهها، وما لبثت هذه التّصرفات أن خرجت للعلن في مناطق الجنوب بالظهور المسلّح والاعتداء على المتظاهرين والتّصميم على إجهاض الحراك الشعبي الذي جاهر، ولأول مرة منذ حوالي ثلاثة عقود، بالانتقاد العلني للثنائية الشيعية والتّعرض لرموزها ومكاتبها في النبطية وصور وبنت جبيل وبعلبك، ومن المنتظر أن تتصاعد الهجمة على المتظاهرين الجنوبيّين والبقاعيين خلال الثلاثة أيام التي طلبها رئيس مجلس الوزراء لترتيب تسوية سياسية جديدة بين مكونات التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس عون رئيساً للجمهورية، إنّما مع عزل القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، ومحاولة إخراج سلطة جديدة أكثر تماسكاً وأكثر قمعاً، وأكثر فساداً ونهباً بالطبع، هذا في حال أُجهضت الانتفاضة وتمّ القضاء عليها، لا سمح الله، إلاّ أنّ الأمل يبقى كبيراً بقدرة الانتفاضة الشعبية العارمة والصادقة والمباركة على تجاوز مخططات ونوايا من لا يزالون مُصرّين على خراب البلد، خدمةً لمصالحهم الداخلية وارتباطاتهم الإقليمية، وما زال الأمل معقوداً على ولادة رجل دولة ترتفع هامتهُ من بين الرماد، قادراً على رفع ركام ثلاثين عاماً من الفساد والخراب وتهديم بنيان الدولة.
 
ذمّ رجلٌ الأشتر، فقال له رجل من النخع: أسكت، فإنّ حياته هزمت أهل الشام، وموته هزم أهل العراق.