اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لبنان سيخرج من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها حاليا والاجراءات التي تتخذ على الصعيدين الاقتصادي والمالي من شأنها ان تعيد العافية الى الاقتصاد الوطني وقطاعات الانتاج".
 
وشدد على ان "لبنان قادر على مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من الداخل والخارج، خصوصا ان الوحدة الوطنية مصانة والخلافات السياسية لا تؤثر على الموقف الوطني العام". واشار الى ان "الاتصالات التي قمت بها خلال الثماني والاربعين الساعة الماضية، حققت نتائج ايجابية على صعيد التحركات المطلبية للصيارفة واصحاب محطات المحروقات، وسأواصل هذه المساعي لحل بقية المسائل العالقة".
 
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم، في حضور الوزير السابق يعقوب الصراف، راعي ابرشية نيويورك وسائر اميركا الشمالية للروم الارثوذكس المتروبوليت جوزف زحلاوي، يرافقه نائب رئيس الابرشية فواز الخوري والمدير المالي للابرشية سليم عبود.
 
المتروبوليت زحلاوي
ونقل المتروبوليت زحلاوي للرئيس عون "تحيات ابناء الابرشية في الولايات المتحدة الاميركية وتمنياتهم له بدوام التوفيق والنجاح في قيادة سفينة البلاد الى شاطىء الامان"، وهنأه ب"قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك إنشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" الذي يعتبر انجازا وطنيا ودوليا في آن"، وأعرب عن "سعادة اللبنانيين المنتشرين في الولايات المتحدة الاميركية بهذا الحدث الذي كرس مرة اخرى وجود لبنان على الخارطة الدولية".
 
واطلع المتروبوليت زحلاوي الرئيس عون على "النشاطات التي تقوم بها الابرشية لتعزيز التواصل بين لبنان المقيم والمنتشر، والاجتماعات التي تعقد لهذه الغاية، وكان آخرها مؤتمر الطاقة الاغترابية في واشنطن"، ووضعه في صورة اللقاءات التي يعقدها مع المسؤولين الاميركيين "والتي يكون الوضع في لبنان احد ابرز مواضيع البحث فيها".
 
رئيس الجمهورية
وشكر الرئيس عون المتروبوليت زحلاوي على جهوده، مؤكدا "اهمية انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" لانها تعزز دور لبنان في حوار الحضارات والاثنيات والاديان"، لافتا الى ان "هذه الاكاديمية ستكون عالمية تضم طلابا وخبراء من مختلف الاديان والطوائف في العالم".
 
معوض
واستقبل الرئيس عون، رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة محليا واقليميا.
 
بعد اللقاء قال النائب معوض: "بحثت مع فخامة الرئيس في كل المشاكل التي نعاني منها، انطلاقا من التصور الذي جمعه الرئيس عون في الورقة الاقتصادية التي صدرت بعد لقاء بعبدا الاقتصادي. ويعلم الجميع اننا نمر بأوضاع اقتصادية ومالية هي الأكثر دقة في تاريخ لبنان الحديث. وما وصلنا اليه بطبيعة الحال، هو نتيجة تراكمات كبيرة تتحمل مسؤوليتها كل الأطراف التي شاركت في الحكم وصولا الى اليوم. لذلك فإن تراشق الاتهامات لا ينفع ابدا في وقت ان الهيكل قد ينهار على رأس الجميع".
 
اضاف: "المطلوب هو التفاهم والتعاون بدل التراشق، وأن تستنهض مكونات الحكومة نشاطها ونبدأ بالإصلاحات اليوم قبل الغد ونطبق سياسة النأي بالنفس بشكل كامل كي نحافظ على شبكة امان دولية، لأنه إذا استمرينا بالجدال حول جنس الملائكة ومحاولة التهرب من الإصلاحات كي يحافظ البعض على ما يعتبره مكتسبات، سينهار كل شيء ولن يبقى أي مكتسبات لأحد. اما إذا بدأنا بالإصلاحات الجدية اليوم قبل الغد وضربنا بيد من حديد كل مكامن الهدر والفساد ونفذنا إصلاحات بنيوية جريئة لتحقيق خفض جدي للعجز في الموازنة واستعادة تدريجية لتوازن ميزان المدفوعات وتخفيض حجم القطاع العام ودعم القطاعات المنتجة، ففي هذه الحال فقط من الممكن ان نخلص بلدنا".
 
وختم: "المطلوب اليوم تكاتف الجميع قبل ان يندموا لاحقا، فقدرنا ليس الانهيار انما الأمور تحتاج الى جرأة وشفافية".
 
ميريام سكاف
كذلك، استقبل الرئيس عون، رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف التي نقلت اليه دعوة للمشاركة في القداس الذي يقام بمناسبة "الذكرى السنوية الرابعة لرحيل النائب والوزير السابق إيلي سكاف" في مقام سيدة زحلة والبقاع.
 
كما تناول اللقاء مجمل الأوضاع العامة التي تشهدها البلاد، لا سيما التطورات الأخيرة والوضعين السياسي والاقتصادي.
 
ولفتت سكاف بعد اللقاء الى أن الرئيس عون "أكد متابعته الدقيقة لعملية مكافحة الهدر والفساد".