يشتكي كثير من الأهالي من تكرار إصابة أطفالهم بالأمراض بسبب الذهاب إلى الحضانة، ويظنّ معظمهم أنَّ هذا أمر طبيعي بسبب تعرُّض الطفل للكثير من الجراثيم، وأنّ هذا يقوي مناعة الأطفال. هذا الكلام ليس صحيحاً، وليس من الطبيعي أن يمرض الطفل الذي يذهب إلى الحضانة كثيراً، والتعرّض للكثير من الجراثيم والفيروسات بهذه الصورة لا يساعد الطفل على تقوية مناعته. إذاً كيف نحمي أطفالنا من الأمراض المعدية في الحضانات؟
أولاً، لماذا يمرض الطفل كثيراً بسبب ذهابه للحضانة/ المدرسة؟
 
- الوجود في المكان نفسه مع أطفال مرضى،
- عدم نظافة الصفوف والكراسي والطاولات والحمامات،
 
- سوء تهوية الصفوف،
- تناوُل طعام غير صحي،
 
- ضعف الإشراف على عناية الأطفال بأنفسهم.
 
ما الحل؟
 
• لا يجب أن يرسل الأهل طفلهم إلى المدرسة إذا كان يشعر بأنه متوعِّك أو إذا ظهرت عليه أيُّ أعراض مَرَضية؛ مثل: ارتفاع درجة الحرارة أو الإسهال أو القيء أو الخمول. إذا أرسلوه وهو في هذه الحالة، على إدارة المدرسة عدم قبول وجوده في الصف، وإرساله إلى المنزل ليرتاح. إذا ظهرت عليه أيٌّ من هذه الأعراض، يجب عزله فوراً في العيادة والاتصال بالأهل.
 
• النظافة من الأولويات والأساسيات لصحة الطفل، وينصح الأطباء المرضى بالوقاية من الأمراض باتّباع أسس النظافة!
 
• التهوئة الجيدة والإضاءة الطبيعية، بالإضافة إلى قضاء الطفل غالب وقته في الحديقة أو الملعب أو حوض الرمال، بالشمس والهواء.
 
• تعليم الأطفال كيفية إعداد الطعام وتحضيره، الطعام الصحي المغذي! تناوُل الخضراوات والفاكهة بعد غسلها وتقطيعها يجدر أن تكون من أول دروس الحياة العملية. منع السكريات والمعلَّبات وكل ما هو محفوظ ركيزة أخرى من ركائز الطعام الصحي.
 
• تعليم الطفل أسس النظافة الشخصية مسؤولية المنزل والحضانة! كيف يقحُّ في زاوية كوعه، وكيف يستخدم المنديل، وكيف ومتى يغسل يديه، وكيف ينظِّف مكانه، وكيف يستبدل حذاء الشارع بحذاء الفصل، وكيف يحافظ على نفسه في الشمس والمطر والحر والبرد!
 
هل يقبل أيٌّ منا قضاء نهاره كل يوم حبيس غرفة سيئة التهوئة، ضعيفة النظافة، برفقة 20 أو 30 شخصاً آخرين، بينهم المقبل على مرض والمصاب بمرض والمتعافي من مرض؟ هل نستخدم حماماً مشتركاً مع أشخاص نعرف أنهم مصابون بنزلة معوية؟ هل يمكننا احتمال الضوضاء والزنّ والبكاء كل يوم لساعات عدة؟
 
إذا وجدنا أنفسنا في مثل هذا المكان، سوف نرحل بكل بساطة... سوف نرفض البقاء في مكان غير صحّي لساعات طويلة كل يوم! إذاً لمَ نرضى بهذه الحالة لأطفالنا؟ علينا حمايتهم، والخطوات المذكورة من أساسيات الحفاظ على صحة الطفل، وهي أهم حتى من التعليم.
 
طفلك اليوم غير قادر على الرفض، وهذا يضاعف مسؤوليتك باختيار الأفضل له. لذا لا تستهن بصحة طفلك ولا تعتبر أنّ التعرُّض للجراثيم بهذا الشكل المكثف يخدم مناعة طفلك!